خالد عياصرة يكتب : بين زجاجتين ... بلاك ليبل وبلو ليبل ... ضاع البلد
بين زجاجتين ... بلاك ليبل وبلو ليبل ... ضاع البلد
أحد المواضيع شغلت بالي مؤخرا،لها علاقة بدور المشروبات الروحية وسيطرتها على قرار الدولة وادارته،علاقتها وأصحابها،بزيادة جرعات الفساد،الذي انتقل من طور الفردية إلى المؤسسية.
عرضت ما أفكر به على صديقي العزيز أدهم الغرايبة(أبو جاد)،الذي بادرني بالقول:إن هناك نوعان لهما دورا مؤثراً في تراجع الدولة للخلف،هذا النوع يسمى بلاك ليبل وبلو ليبل،يسيطر على مفاصل القرار،ويصل ثمن الزجاجة الواحدة منه ما بين 300 – 400 دينار،أي باختصار أكثر من رواتب غالبية المواطنين. يالا الهوووووووول !!
هنا،أيقنت أن الذي هرب خالد شاهين للخارج لم يكن مسؤولي الدولة،انما زجاجة بلاك ليبل،لا يمكن محاكمتها أو النيل منها،ولا يمكن استعادة الأموال المنهوبة منها،والذي ينطبق على النوع الأول ينطبق على بلو ليبل.
أيقنت، أن من تنازل عن أحقية الشعب في أراضي الديسي لم يكن مسؤولا،وانما زجاجة بلو ليبل ،ومن باع شركاتنا الإستراتجية الوطنية التي بنيت بيد الأجداد والآباء لم يكن مسؤولينا بالطبع،بل زجاجة أفرغ محتواها في بطون هؤلاء التي لا تشبع،فأثرت علينا جميعا.أيقنت بقهر أن هناك ثمة زجاجة وراء كل قرار غير شعبي،سلب الدولة هيبتها وعذريتها.
بين القوة والسطوة قد تختلف الروايات،لكن النتيجة لن تختلف،تقول:إن احد أهم أركان الدولة تسيطر عليه الزجاجة،يعاقرها ويعاشرها ليلا نهارا،دليل ذلك لا يقبل النقض أو التمييز أو الاستئناف أو اخفاء الحقائق،جاء على شكل قرارات غير مسؤولة وغير عقلية سكرى،أخذت الدولة إلى منحدرات لا قرار لها وأخذتنا معها.
في عين السياق،قصة البلاك ليبل،بلو ليبل ،تشبه قصة بلاك وتر،الشركة الأمريكية الإرهابية التي بنت شهرتها على جثث الشعب العراقي،هذا الشبه يقترب من حال مسؤولنا الكبير الذي لا تعرفه البلد الا من خلال حروبه الخاسرة التي يخوضها لمحاربة تلك الزجاجة،لا بهدف الانتصار على نفسه،بل للانتصار على الدولة.وجه الشبة بينهما،أن كلاهما قام على جثثه الوطن والشعب وموارده وأمواله.
لذا،وتوفيرا للجهد،ثمة حل قيد يعيد العقل ويعيد بوصلة القرار لمكانها المهجور،هذا الحل يوفر على الدولة الملايين،يقول:بالتوجه صوب إنتاج مشروب هذه الشخصية محليا،للتقليل من التكلفة،بدلا من استيرادها،هنا نضرب عصفورين بزجاجه واحدة،نشجع الاستثمار والصناعة المحلية أولا،ونوفر عمالة وعملة صعبة ثانيا.
لكن،للوصول إلى الهدف،لابد من اتخاذ الإجراءات الاحترازية الأزمة للنجاح وهي:
1- استعادة أراضي دولة الديسي المحتلة من قبل حرامية البلد.
2- استعادة الشركة الوطنية للمياه.
3- استعادة شركة موارد من يد الحرامية وأموالها المنهوبة خاصة الذين تم تهريبهم إلى خارج البلد بهدف التستر عليهم.
4- استعادة الميناء من يد قطاع الطرق،بهدف التصدير للخارج.
5- استعادة شركات الاتصالات التي نهبت البلد من شماله لجنوبه.
5- استعادة مصانع الدولة وشركاتها من بوتاس وفوسفات وغيرها،بهدف إشراكها في المشروع.
6- زراعة الأراضي المحررة من أيادي الحرامية،بالعنب الفاخر.
هنا نضمن توفير مئات الملايين على خزينة الدولة ،يمكن استغلالها في إعادة هيكلة الشعب المسروق عن بكرة أبيه من الوريد للوريد.
كم كأساً سَنشربُ بطعمِ دمنا، وعرقنا، وتعبنا، وقهرنا، قبل أن نُحرر بلدنا ؟؟
§ ملاحظة مهمة : أن كان هناك ثمة تشابه بين هذه السطور، وبين بعض الشخصيات المعروفة في الواقع للشعب،فان هذا هو المقصود بعينه .
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي وبركه من الله.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com