تصريحات ما بعد احداث الزرقاء

                                                                 

لا اريد الدخول بتفاصيل ما جرى في يوم الجمعه الدامي في محافظة الزرقاء وما شاهدناه من مناظر تقشعر لها الابدان وكأننا نعيش في دولة افريقية انهكها الفقر والخوف والقتال او كأننا في افقانستان تحت حكم حركة طالبان وليس في المملكة الاردنيه الهاشميه  وفي الالفية الثالثه، ولكني اريد تسليط الضؤ قليلا على ما جرى بعد هذه الاحداث المؤسفه وما سمعنا من تصريحات وبيانات من بعض رموز المعارضه وخلافات داخل مجمع النقابات بين من يريد ادانة ما حدث واعتباره عملا ارهابيا وزيارة افراد الامن العام المصابين وبين من لا يريد كل ذلك  ولهم مواقف في احداث اخرى اي الكيل بمكيالين فما حصل  بعد تلك الاحداث من بعض الاشخاص لهو اشد خطرا مما جرى .

شدني كثيرا التصريح الذي ادلى به الشيخ  علي الحلبي عندما وضح وجهة نظره فيما حصل وتبرأه  هو والسلفيه الصحيحه من هذه الفئه الظلاميه التي لا تؤمن الا بالقتل والعنف وسيلة لتحقيق اغراضها واهدافها واقتبس هنا من بيان الشيخ الحلبي ( واننا نؤكد أن كل ما صنعوا ويصنعون – حتى الاعتصام والمظاهره – مما نبرأ الى الله تعالى منه ولا نراه موافقا للشرع )  واضاف الشيخ الحلبي ان الدعوة السلفية دعوة امن وامان وهي ابعد ما تكون عن العنف ومثل هذه الاعمال الوحشيه ، وهذا التصريح ليؤكد ان االتيار السلفي براء من هؤلاء الذين يعتمدون  العنف والقتل اسلوبا ومنهجا وانهم لا يمتون للسلفية باي صلة لا من قريب ولا من بعيد .

وكان التصريح الذي ادلى به رئيس الدائرة السياسيه في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد هو الاكثر استفزاز وشكل صدمة كبيره للشعب الاردني بأكمله لما انطوى عليه من كلام خارج عن عاداتنا وتقاليدنا الاردنيه ولا يمت باي صلة بكل ما هو انساني ويؤشر على وجود افكارا واراء خطيره قد تؤدي بنا الى المجهول وخاصة من شخص حزبي وينتمي الى اكبر تنظيم على الساحه الاردنيه وللاسف ادعى السيد زكي بأنه كان موجودا وواقف على الحدث منذ بدايته ولا ادري بأي عيون شاهد الشيخ زكي المشكله ابعيون المواطن الصالح الذي يخاف على وطنه وشعبه ورجال الامن ام بعيون انسان لا يهمه في الوطن شيء ويختزن في قلبه حقد وكرها كبيرين بحق رجال الامن الذي يسهرون على امنه وراحته  والمصيبة الكبرى هو ما تحدث به الشيخ بني ارشيد عندما قال ان مجموعة من البلطجيه  ومعهم رجال الامن العام الذين يحملون الهروات انقضوا على المعتصمين واستفزوهم وانه من الطبيعي ان تحتد هذه المجموعه وهو يقصد طبعا التكفيريين ولا ادري كيف سمح الشيخ المحترم لنفسه ان يحيد عن جادة الصواب  ويقلب الحقائق  ويجعل الباطل حق والحق باطل ويقف الى جانب هؤلاء القتله ضد قوات الامن والمواطنين العاديين الذي سماهم الشيخ البلطجيه على مبدأ من ليس مع الشيخ زكي وهؤلاء التكفيريين فهو بلطجي .

كنا نتمنى على العقلاء في الحركة الاسلاميه وحزب جبهة العمل الاسلامي ان يكونوا اول من يقف ضد هؤلاء القتله وضد افكارهم واسلوبهم في الحوار وليس ان يكونوا اول المدافعين عنهم ويبرروا اعمالهم  السوداء التي لا تتفق مع اي ديانة سماوية ولا مع عاداتنا وتقاليدنا العربيه  الشيخ زكي يريد جرنا جميعا الى ما لا يحمد عقباه بتصريحاته وكلامه الذي لا يجوز ولا باي حال من الاحوال ان يخرج من انسان  عاقل وينتمي الى حزب اسلامي .

ثم يخرج علينا ذلك الاستاذ الجامعي والاكاديمي الكبير الذي وصل بالعلم الى اعلى المراتب ولكن لا زال بانسانيته اميا لا يقرأ ولا يكتب وبحقده وكرهه اعلى الدرجات عجبا والله ولا اكاد اصدق ما اسمع كيف ان استاذا جامعيا وهو الدكتور محمد المصري من الجامعه الاردنيه  والذي خرج علينا من على تلك الشاشه اللعينه ومن تلك المحطه الخبيثه التي لا زالت تقلب الحقائق وتزورها لاهدافها اللعينه يدافع عن قتله مؤجورين ويقول انهم يدافعون عن انفسهم ضد البلطجيه فاذا كان هذا هو منطقه وتفكيره فاعتقد ان ليس له مكانا بيننا ولا في الجامعه ولا يصح ان يبقى مدرسا لاجيال المستقبل وما هي الافكار التي سيزرعها في عقولهم  فهناك خوفا كبيرا منه على ابنائنا ويجب على الدوله تقديمه للمحاكمه لان من يناصر ويدافع عن مثل هؤلاء فهو شريكا معهم وواحدا منهم .

ما حدث بالزرقاء  وما سمعنا من تصريحات ليس اعتداء على رجال الامن العام فقط بل هو اعتداء على مشاعر  كل الاردنيين الشرفاء ويجب علينا ان نقف بوجه كل من يحاول زعزعة الامن والطمأنينه التي نعيش فيها .