اللبن المحنط!!؟؟


أثارني الفضول والأستغراب والدهشة والإستهجان،بعدما قرأنا وسمعنا عن مادة "الفورمالدهيد" التي تم إكتشافها في مصنع للألبان في عين الباشا في الأردن ، وكانت كمية كبيرة تقدر بإثنين طن تقريبا(1800كيلو غرام) والتي كانت تدخل في تصنيع اللبن لإطالة مدة صلاحيته. 

فقمت عبر محرك البحث جوجل لأخذ نبذة عن هذه المادة ولمعرفة ضررها وخطرها على صحة الأنسان ، ولأنقلها للقراء الأعزاء، فربما يجدون بعض ما كان ينقصهم عن هذه المادة فاليكم ماأعطانيه المحرك من معلومات عن مادة الفورمالدهيد:
ينتج الفورمالدهيد صناعياً من الأكسدة الحفزية للميثانول. الحفازات الأكثر شيوعاً هي الفضة، أو مزيج من أكاسيد الحديد مع الموليبدنوموالفاناديوم.

حسب طريقة ( فورموكس FORMOX ) لإنتاج الفورمالدهيد فإن مزيجاً من الميثانول والأكسجين يتفاعلان عند درجة حرارة تتراوح بين 250-400 °س بوجود أكسيد الحديد بالإضافة إلى الموليبدنوم و/أو الفاناديوم ليعطي الفورمالدهيد حسب المعادلة.
(2CH3OH + O2 → 2H2CO + 2H2O)

تطبق درجات حرارة أعلى، حوالي 650° س، وذلك عند استعمال حفاز يحوي أكسيد الحديد فقط. كما ينتج الفورمالدهيد في نفس الوقت عن طريق تفاعل نزع الهيدروجين من الميثانول حسب المعادلة:
(CH3OH → H2CO + H2 )

بما أن الفورمالدهيد يتأكسد تلقائياً بأكسجين الهواء الجوي ليشكل حمض الفورميك، فإن الأخير يتواجد بتراكيز من مرتبة جزء من المليون في محاليل الفورمالدهيد التجارية.

يستعمل الفورمول خاصة في المجال الطبي والبيولوجي بحيث أنه يُفقد البكتيريا قدرتها الممرضة فتصبح (موهَنة) من أجل أن يجعل جسم الإنسان ممنعا ضد أمراض معينة بعد حقنه للبيكتيريا المسببة المرض في شكلها غير الممرض.

استخدامات الفور مالدهيد
مطهر : وخاصة في الطب البيطري (و تعقيم أحواض القدم foot baths).
التحنيط: كمادة حافظة للحيوانات النافقة أو للبشر (من أجل التشريح في كليات الطب على سبيل المثال).
طب الأسنان : بشكل مباشر (الفورمالدهيد)، أو مشتق (polyoxymethylene) وخلافا للعقاقير والمنتجات والمواد المستخدمة في طب الأسنان ليست خاضعة للترخيص في السوق لما قد يسببه من الطفح الجلدي والحساسية العالية لبعض الأجسام، وتحدث في غضون ساعات بعد استعماله.
ومن بعض مستقاته مثل ثريتول تترانيترات، والتي تستخدم في صناعة مواد الطلاء والمتفجرات. وهناك أيضا غيرها من مشتقات الفورمالدهيد وقد تكون مسببة للسرطان.. في تجويف الأنف وجيوبه .
ويمكن أن يكون سببا في تهيج العينين ، مما تسبب التهاب الملتحمة والصداع وصعوبة في التنفس يرافقه ألم في الحلق.
معظم الدول الأوروبية تقيد وتحذرمن استخدام الفورمالدهيد في التحنيط.
و الاتحاد الأوروبي يدرس فرض حظر كامل على استخدام الفورمالدهيد كمبيد بيولوجي (بما في ذلك التحنيط) ، ولكن لبعض البلدان (أيرلندا وبعض الدول الأخرى الباردة) التي تستخدمه في التحنيط تحفظات على مثل هذا الحظر.
أما عن هذا المصنع في عين الباشا غير المرخص والذي يعمل منذ عامين،فأين المتابعة والرقابة والتفتيش؟
وكيف ترك هذا المصنع يعيث في الأرض فسادا، لا يراعي صاحبه ومن يعمل فيه لا إلا ولا ذمة وضميرا ولا خلقا ولا مخافة رب العالمين من يضع مادة خطيرة تستخدم لتحنيط الموتى لإطالة مدة صلاحية منتجه؟
وقد لا يكون هذا المصنع وحده هو الذي تم كشف أمره فلربما هناك الكثير والكثير ممن يتسترون من أصحاب الضمائر الخربه الذين يجرون وراء الربح والكسب غير المشروع لملء جيوبهم المخزوقة.
اعتقد وكما يعتقد الكثير من أبناء هذا الوطن أن تكون هناك وقفة حازمة من مؤسسة الدواء والغذاء ووزارة التجارة والصناعة على متابعة حثيثة ومستمرة على من يقوم بتصنيع الغذاء في وطني ، وأن لا تكون كموجة وتتلاشى.
وليكن أصحاب هذه المصانع يراعون الله ومخافته في عملهم لأن قوت العباد أمانة في أعناقكم.
وليقرأ من لا يخاف ربه من أصحاب التجارة هذه القصة بترو وفهم لعله يرتدع ويرجع عن غيه:
كان لمحمد بن سيرين ثروة عظيمة من العسل، وكان له منها ما يقارب (الستمائة) برميل من العسل، يعني ملياردير في ذلك الزمن ، وفي يوم من الأيام وجدوا فأرة في أحد البراميل،
والحكم الشرعي أنه:
إذا وقعت الفأرة في الشيء المائع أي: السائل (كالزيت والعسل واللبن مثلا)، تطرح الفأرة ويرمي هذا السائل الذي وقعت فيه، وإذا وقعت الفأرة في الشيء الجامد الصلب (كالسمن مثلا)فترمى الفأرة وما حولها، ثم ينتفع بالباقي ... ) فلما وقعت الفأرة في برميل من براميل عسل محمد بن سيرين،استخرجوا الفأرة من البرميل وطرحوها،ثم إنهم نسوا في أي البراميل كانت هذه الفأرة، فكان من ورع محمد بن سيرين أن رمي ببراميل العسل كلها على الأرض،وكانت مصيبة عظيمة،أفلس منها بعدما كان من أغنياء الدنيا،إلا أن ورعه يمنعه أن يلقى الله بشبهه.
فقيل له في ذلك: إنها لخسارة عظيمة.
فقال: هذا ذنب أنتظر عقوبته منذ أربعين سنة!!
فقالوا له: وما هذا الذنب؟
فقال: عيرت رجلاً وقلت له يا فقير.
سبحان الله العظيم!!
محمد بن سيرين ينتظر عقوبة ذنب منذ أربعين سنة بقول لا بفعل ، فما بالك بمن يتقلب في الذنوب والمعاصي ليل نهار... بلا وجل او خوف!!، بل ويصر ويتمادى في ذلك؟؟