إنهم كفار إتفاقية أوسلو !!

ها قد مر على زوبعة السلام المزعوم ما يقارب ال 22 عاما ونيف وما زالت أرض فلسطين تتجرع من سموم أوسلوا حت هذه اللحظة ، تلك اللحظة التاريخية والمفصلية في حقبة الزمن الدوار التي سجلت لأسطورة الدم والنضال الفلسطيني وصمة يقر أغلب من صفق لها بانها كانت صفقة رياسة أكثر من كونها معاهدة سلام وهدنة تكتيك ورص صفوف ! أقول هذه الكلمات بعد حديث لاحد رموز النصال الفلسطيني قبل عدة أيام في مهرجان تم وشم ناصيته بحروف أجمع العرب والعجم بانها الطريق لتحرير الشعوب وهي المقاومة ، تلك الحروف الثمانية التي دفع بها البشر منذ نشاة الأرض ملايينا وربما مليارات من الأرواح التي زهقت في سبيل حماية الأرض والمكان والقضية ، وما فلسطين إلا الرمز الأوحد الذي سطره وسيسطره التاريخ كمثال على نهج المقاومة والتحرر من كيد المستعمرين .


من عهد ثورة فلسطين المجيدة في العام 1936 الى نكبة 48 و الى نكسة ال67 كانت وما زالت فلسطين أرضا للشهداء والاحرار وقبلة العقول والسياسين فهي الأرض التي ابتليت بخنازير لندن الذين مهدوا الطريق لأحفادهم اليهود من شتى بقاع الأرض للولوج الى أرض ليست لهم لتصبح وطنا وابا لحفنة من القطعان التي شغفها حب الإتفاقية وباركوا لسايكس وبيكو على هذه الاعطية !

وصولا الى أوسلو كانت الكارثة وكانت الفاجعة لكثير من العرب فأي نضال واي تضحية تلك التي تنتهي بورقة صاغ حروفها حكام البيت الأسود ؟ ، وتناقصت الأراء والمواقف بين مؤيد ومعارض لإتفاقية أوسلو المجيدة التي وقع على صيغتها النهائية وقبل بمضمونها رجال خرجوا من فوهات البنادق وهدير الرصاص ولم يكونوا بعيدا عن الهم والأسى الذي ألم بفلسطين .... وقد كانت أوسلو لحظة إطلاق صافرة النهاية لمسيرة طويلة من رحلات الكر والفر في معارك طويلة ومريرة سطرها ياسر عرفات ورفاقه وكل من حمل على عاتقه تحرير أرض فلسطين من المحتل ، فمنهم من كان يساري الهوى وبينهم من كان إسلامي الهوى وجميعهم اتفقوا على هدف واحد فقط ، وخلصت الحكاية بعد كل ما تجرعه النهج المقاوم الى أوسلو وما أدراك ما أوسلو... تبأ !

قد يقول البعض أن شعب فلسطين اليوم يدفع ثمن أوسلو والحقيقة الأدق هي أن فلسطين دفعت ثمنا باهظا من وراء أوسلو فلا سلام ولا هدنة ولا قدس ولا مستوطنيين ولا لاجئين ولا حواجز ولا أي شيء يذكر كان فيه لأوسلو الفضل ، أوسلو كانت معاهدة تسليم سلطة فقط !!! عذرا ولكنها الحقيقة فمن يد المستعمر الى يد البطل والمقاوم الذي ضحى من أجل هذه اللحظة التاريخية وإن كانت منقوصة ومشوهة فقد حدثت وسجلها التاريخ في أسفاره العرمرمية.

قضية فلسطين لا تختزل على الإطلاق بمعاهدة أو إتفاقية وحتى الموقعين على أوسلو يدركون هذه الحقيقة ويعلمون تماما بان فلسطين هي القدس ورام الله وعكا وابو ديس والظاهرية وحيفا والناصرة وغزة وكل شبر على أرض فلسطين وكل غصن زيتون على أرض فلسطين ، نعم يعلمون ويدركون أن فلسطين هي كل لأجئ خارج حدودها وكل معتقل داخل سجونها وكل طفل ما زال في بطن أمه يصرخ ويلبي بحب فلسطين ، نعم يعلمون بان فلسطين كانت وستبقى أرضا للفلسطينيين فقط ولن تكون لغيرهم ومع ذلك وقعوا ووقعوا في فخ الإتفاقية وهم على يقين بالأمس واليوم ان رهانهم خاسر مع عدو غاشم لا يفرق بين طفل وإمرأة وعجوز ورضيع ويعلمون أن تلك الطريق للتوقيع في البيت الأبيض كانت وعرة وطريق العودة من منها كانت أعور منها ! لله دركم يا أبطال أوسلو ماذا صنعتم وانتم اليوم نادمون ؟!

بالنسبة لي وانا العربي الكركي الزرقاوي اعتبر فلسطين قضيتي وإن كانت جدتي قد انجبتها أمها في قرية نائية بالكرك ولا تعنيني أي إتفاقية ولا يعنيني من وقعها ولا من روسها ولا من طبقها أن أعلم فقط بان فلسطين أرض محتلة وبلاد مغتصبة وجب على كل من يملك ذرة شرف وحس وطني أن يتذكرها ، وكل من قال فلسطين حرة من البحر الى النهر فحديثه يشجيني ولا شان لي إن كان فلان خائن او كان فلان متاجر بالقضية ، قولوا ما شئتم فلسطين كانت وستبقى فلسطين مهما صنعتم وخونتم وأولتم فستبقى أرضا لكل الأحرار ولن يضير فلسطين خائن أرعن أو عربيد أزعر أتعلمون لماذا ؟ لانها فلسطين يا سادة وليست سكين... والسلام