التوجيهي لعام واحد ... قراءة هادئة !!
بعيدا عن صخب وضجيج ما شهدته الساعات الماضية جراء ردة الفعل التي تبعت قرار مجلس التربية والتعليم بخصوص إعتماد مقترح التوجيهي لعام واحد وما تبع هذا القرار من تصريحات وأراء متعددة تباينت بين مؤيد و معارض ونحن ما زلنا الى هذه اللحظة لم نعلم بعد عن المولود سوى إسمه فقط ! فأعتقد اننا هنا بحاجة الى مصارحة انفسنا قليلا عند الحديث عن إمتحان أضحى يشكل بعبعا وتنينا يفترس جل إهتمامنا ، ومن الغريب جدا أن نهمل الطريق التي سار بها الطالب على مدار 11 عام لتبدأ مرحلة تخصيب اليورانيوم في مفاعل لم يكتمل نموه وإعداده !
على كل حال ومع الأسف الشديد فالتوجيهي سيبقى على حاله ما لم تتغير رؤية كل الأطراف المعنية به فلا فصل ولا فصلين ولا عشرة فصول كفيلة بتغيير الصورة النمطية عن هذا الإمتحان ، وأجزم تماما أن النسب المئوية لمعدلات النجاح أو الرسوب لن يمسها تغيير بالمعنى الحقيقي في حالة أقر نظام العام الواحد ، فالقضية الأهم من كل هذا الحديث مرتبطة بنتاج تراكمي في العملية التعليمية التي يتلقى بها الطالب تعليمه على مقاعد الدراسة وهذه تحديدا لا تتسع هذه السطور للحديث عنها .
وحول قرار العام الواحد فأنا من المؤيدين له ولكن ضمن ضوابط محددة يجب الأخذ بها ، اذا لا يعقل وبأي حال من الأحوال أن يعتمد النظام القديم في الأمتحان الذي كان يتقدم فيه الطالب بكل المواد الدراسية من بداية العام الى نهايته في فترة وجيزة كما كانت في فترة التسعينيات من القرن الماضي وهذا ما أشارت اليه معظم التصريحات التي صدرت الى هذه اللحظة من وزارة التربية والتعليم ، ومن أهم الضوابط التي أتمنى الأخذ بها في النظام الجديد :
• ضرورة عدم بقاء المناهج بصورتها الزخمة التي تعتمد على الكم أكثر من إعتمادها على النوعية ، وهذه تحديدا أبرز النقاط التي أثارت حفيظة كل من علم بالقرار الأخير .
• اعطاء المدرسة جزءا من العلامة التي سيستحقها الطالب في المعدل النهائي لإمتحان التوجيهي وليكن هناك أسس ضابطة لهذا الأمر بما يضمن عدم المضي به بطريقة غير سوية وعادلة للجميع .
وللأمانة لو طبقت هاتين النقطتين فستتغير الصورة كثيرا عن هذا الإمتحان فلن تكون حجة المناهج حينئذ تشكل هاجسا لكل من استهجن القرار من طلبتنا الإعزاء ولو منحت المدرسة دورا حقيقيا في علامة الطالب بالتوجيهي فسيكون لها الأثر الكبير على جودة التعليم داخل المدرسة وعلى عملية الضبط ايضا من مخالفات وتجاوزات كالغياب على سبيل المثال من بعض الطلبة ، وايضا سيصبح الطالب ينظر للمدرسة بجدية أكبر عوضا عن اعتماد الكثير من طلبتنا على التدريس الخصوصي وهم على ما أعتقد من الأطراف التي تحفظت على القرار لان مردودها قد يقل نوعا ما ! ، ومن الجميل جدا ان تصبح المدرسة الأن لها نسبة من العلامة في المعدل ولن تكون مجرد طريق للمرور فقط كما يراها بعض الطلبة .
من وجهة نظري أجد القرار ناجعا وذا أثر ايجابي كبير على إمتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة وما لمسته أن الإعتراض لم يكن مبنيا على إلمام وفهم واضح للقرار فالأمر لم يتعدى سطر واحد فقط في قرارات الإجتماع الأخير لمجلس التربية والحكم الحقيقي فقط هو على ما سيقر من تعليمات لتطبيق القرار من طرف الجهة المعنية به ، وعند صدروها سيكون للأراء التي ظهرت موقفا مغايرا بكل تاكيد واتمنى أن تكون كذلك اذا ما تضمنت التعليمات الناظمة له الضوابط الأساسية السابق ذكرها حتى يتقبلها المجتمع التربوي وعلى رأسهم الطلبة ، وكما علمنا فالحديث عن الأليات ما زال الى هذه اللحظة في نقطة الصفر وحينها لكل حادث حديث .