إن تُصلِح .. يَصلُح أمرك !

 

أصبح قلمي عاجزاً عن الكتابة .. ربما خوفاً من تلقي " ضربة من سيف " أو " رمية من رمح "   أو  " طعنة من خنجر " إن كتبت في أمر قد يُسيء لأحد ما أو يُساء فهمه من أحد ما .

 

أصبح عقلي متحجراً في " حجرة " لا يقوى على " التفكير" ولا حتى " التفكر " أو  " التبصر " فيما حولنا خوفاً من أن يقال " مدسوس " أو "خائن " أو " كافر " .

 

أصبح لساني " معقود " .. " مربوط " في " شروش " الحلق ، غير قادر على النطق وغير قادر حتى على .... " الحركة " .

 

أصبح السمع والبصر والفؤاد في حالة " اعتصام " و " احتجاج " دائمين ... فلا العقل يستجيب لهم ولا اللسان يعبّر عنهم .

 

أصبح الوضع لا يطاق في غمرة كثرة " الهرج " و " المرج " .. وكثرة المسرحيات ...     " هرمنا " .

 

" أصبح " وطني على ما " أمسى "... بحاجة للإصلاح و لردع فساد الفاسدين المفسدين في أرضنا وعرضنا ... في سمائنا وأرضنا ... في قوتنا ورزقنا .. في أبنائنا وبناتنا .. في حِلّنا وترحالنا .

 

فساد الروح ... فساد الكلمة ... فساد النفس ... في وطني ... لا يعلو صوت الحق ... في وطني ... لا استطيع إلا قول ما يرغب الآخرون بسماعه .. أما ما يحصل حقيقة فلا أحد يرغب بسماعه .

 

أين هم الفاسدون الحقيقيون ... أين هي الأحكام بحقهم ... أين هي الأموال التي أُخذت من عرق وجبين الشعب ... ليبني ذاك قصراً هنا ومزرعة هناك .. و Business  في كل مكان بينما أبن الكادح ... أبن العامل ... أبن الشعب ... أبن الناس لا يجد غرفة يعيش بها ...!!

 

" عم الفساد في الأرض " وكما أن هناك مفسدين فهناك مصلحون ... فلماذا لا نسمع لهم ومنهم .. لماذا لا نكون " جديين " في الإصلاح ... أيام .. أسابيع ... وأشهر تمر ... وليس هناك سوى المزيد من " الكلام " ... و " الحوار " ... و " الفساد " ... و " الغيظ " ... و " الغضب " ... لماذا الانتظار ؟؟ ... لماذا شراء الوقت ؟؟

 

دول عدة في عداد المتحضرة تعمل على تغيير مواد في دستورها في أيام ليأتي ما فيه مصلحة الشعب ويتواءم مع متطلبات العصر والحضارة والتكنولوجيا وبما يتناسب مع أخلاقها ... و " ذكائها " .

 

مسكين شعبنا .. مقهور .. مكبوت .. ولكنه أبيّ .. عصيّ .. شجاع .. صبور .. وذكيّ !!

 

دعنا لا نراهن على صبر من يشاهد ولا يتكلم .. دعنا لا نغامر .. فالوطن للجميع من دون استثناء ، فدعنا لا نزاود على أحد .

 

ساءني كما ساء الكثيرين غيري ما رأيناه من أحداث مؤلمة جرت في الأيام والأسابيع الماضية ..فكلنا أبناء وطن واحد على اختلاف مشاربنا ومنابتنا وشتى أصولنا و" فروعنا "!!

 

إن ما يحصل يسيء إلى الهدف الأساسي وهو الإصلاح الذي إن حصل ففيه كرامة المواطن مصانةٌ ومحفوظة .

 

بلدنا صغير في حجمه .. كبير بشعبه .. وبأهله .. فنحن فدى ترابه وسمائه .. فلماذا يحصل ما يحصل ... هناك شيء غير صحيح أنا عاجز عن استيعابه ...!

 

ففي الوقت الذي أشهد فيه أن أمننا مستتب ونشامى الأمن والأجهزة الأمنية جنباً إلى جنب مع المواطنين الشرفاء يحافظون على استقرار وحضارية ونزاهة وطننا .. أرى " فئة ضالة " تخرج لتعكر صفو ما ننجز أمام العالم في مسيرات سلمية وحضارية وأمن حضاري يضاهي مسيرات " داوننغ ستريت " ... و " لوس انجلوس " .

 

فأنا شاهدت بأم عيني كيف يقوم رجال الأمن الأمريكي باستخدام خراطيم المياه والهراوات الكهربائية الرجاجة على أجساد المتظاهرين أمام البيت الأبيض وفي شوارع واشنطن . وشاهدت على شاشات التلفاز كيف يقوم " الشبيحة " في سوريا بإطلاق نيران رشاشاتهم على المتظاهرين " العزّل " وماذا يفعل " البلاطجة " في اليمن ... وماذا فعل " البلطجية " في مصر  ... و " الزعران " في تونس ...

 

وفي نفس الوقت أرى كيف يُطعن شرطي أردني أعزل كان قد وزع الماء على المتظاهرين من " فئة ضالة " عملت على التسلح بالعصي والسكاكين فما كان من الشرطي إلا التسلح بإيمانه بالله أولاً وبحب الوطن وقيادته وشعبه ثانياً . هذا الإيمان الذي أدام نعمة الأمان في وطننا ... فهذه " الفئة الضالة " لا تمثلنا ... وبغض النظر عمن يقف وراءها أو يدعمها ... فنحن مع رجال أمننا نشامى الوطن الذين يفدون الوطن بالروح والمهج .

 

وما حصل من " الفئة الضالة " يجب أن لا يكون سبباً في معاملة الآخرين معاملة " خشنة " .. فنحن والأمن وكل شريف ضد أعمال " ا لغدر " و " الخيانة " و " الطعن " في خاصرة الوطن ... فالوطن أكبر منا جميعاً .

 

نريد الإصلاح ... نريد إصلاح كل شيء بحاجة لإصلاح ... إصلاح حالنا .. إصلاح حقوقنا .. إصلاح نفوسنا .. إصلاح نظامنا التشريعي والقضائي والتنفيذي .. إصلاح أحزابنا .. إصلاح مؤسساتنا .. إصلاح قوانيننا .. إصلاح دستورنا .. إصلاح كل ما له شأن وقدرة على خياراتنا ومصيرنا .. فإن صلُحت أمورنا .. صلُحت بلادنا ...!

 

كل هذا يبدأ بقرار ... سطر واحد على ورقة واحدة تقول " إن تُصلِح .. يَصلُح أمرك !" ..