كان هناك رجل اعمال كبير بالعمر يمتلك شركة كبيرة هو مديرها التنفيذي وفي يوم من الايام اتخذ قراراً بالتنحي عن منصبه واعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة لادارة الشركة حيث انه لم يرد ان يوكل بهذه المهمة لاحد ابنائه او احفاده وقرر اتخاذ قرار مختلفاً حيث استدعى كل المسؤولين التنفيذيين الشباب الى قاعة الاجتماعات والقى بخطابه على انه قد حان الوقت بالنسبة لي بالتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم لتولي مسؤولية ادارة الشركة من بينكم فذهل الجميع واستمر قائلا ًستخضعون لاختبار عملي وستعودون بنتيجته بعد فترة زمنية يتم تحديدها والاختيار سيكون كالتالي سيتم توزيع البذور النباتية التي اتيت بها خصيصاً وتسليم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط ويجب عليكم ان تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طول المدة المحددة لذلك ومن يأتيني بنبته صحية تفوق ما لدى الاخرين سيكون هو الشخص الذي يستحق لهذا المنصب وكان من بين الحضور شاب شأنه شأن الاخرين استلم بذرته ثم عاد الى منزله واخبر زوجته بالقصة حيث اسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة وكانا كل يوم يتابعانها ويعتنيان بها جيداً وبعد مرور اسابيع بدأ كل فرد في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت ما عدا الشاب الذي لم تنمو بذرته رغم كل الجهود والرعاية التي بذلها فمرت الايام الى ان حان موعد تقديم النبته للمدير في الشركة فقال لزوجته علينا ان نكون صادقين بشأن ما حدث رغم كل ما سيحدث من نتائج جراء ذلك ومن احراجات وعند الوصول انبهر من اشكال واحجام النباتات التي كانت موضوعه على طاولة الاجتماع في القاعة وكانت في غاية الجمال والروعة تسلل في هدوء ووضع وعاءه الفارغ وبقي واقفاً منتظراً مجيء الرئيس التنفيذي صاحب الشركة وكان الجميع حاضرين والذين اخذوا بالضحك والمسخرة والاستهزاء من الاناء الفارغ لذلك الشاب وعندما حضر الرئيس عاين الزهور التي نمت وترعرعت واخذت اشكالاً رائعة ومميزة وهو يبتسم مبدياً اعجابه بانجازاتهم المميزة وفي هذه اللحظة لاحظ الرئيس الشاب وعاءه الفارغ فأمر المدير المالي ان يستدعي الشاب الى المقدمة وهنا شعر الشاب بالرعب والاحراج وسأله المدير ماذا حدث للبذرة التي اعطيتك اياها فقص الشاب ما حدث له بكل صراحة وكيف كانت النتيجة رغم كل الرعاية التي قدمها للبذرة من اجل ان تنمو فطلب الرئيس من الجميع الجلوس باستثناء الشاب ووجه حديثه اليهم قائلاً رحبوا بالرئيس التنفيذي الجديد الا وهو هذا الشاب الصادق والتي لم تنبت بذرته وقال لبقية الحضور لقد اعطيتكم بذوراً فاسدة ولم يكن بالامكان لها ان تنمو اطلاقاً ولكن جميعكم استبدلها دون استشارتي وأتيتم ببذور جديدة ونباتات رائعة وجميلة ولكن هذا الشاب لم يستبدل البذرة التي اعطيتها له فهو الوحيد الصادق والامين وبناء عليه اخترته رئيساً تنفيذياً للشركة .
(فإذا زرعت الامانة فستحصد الثقة) (وإذا زرعت التواضع فستحصد الاحترام)
(وإذا زرعت المثابرة فستحصد الرضا) (وإذا زرعت التقدير فستحصد الاعتبار)
(وإذا زرعت الاجتهاد فستحصد النجاح)
وعلى قدر عطائك في العمل والحياة تأتيك الثمار فهناك كثير من المسؤولين يتلاعبون بالبذور ويستبدلون الحقائق بالاكاذيب فلا يجب ان يتم مكافأتهم على ذلك بل تنحيتهم واعتماد الصادق الامين الذي يعيش مع الواقع الحقيقي دون تزييف فالتلاعب في التعيينات اصبحت صفة واضحة المعالم واسلوبها مكشوف وابعادها اخطر من حجز المناصب من اجل الارضاءات الشخصية في زمن الشفافية .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com