أخبار البلد - ربا قنديل
ما زال موضوع المطالعة المصدر الرئيسي للقلق لدى شريحة كبيرة من المجتمع و أولهم الكتاب، ومن أهم النقاط التي تعمل عليها المبادرات الشبابية في الوقت الحالي ساعية لزيادة القيم وتحفيز الجيل الناشئ ليهتم بالأعمال الأدبية والفكرية والعلمية والتراثية والإسلامية، وليطلع على الكتب سواء كانت مطبوعة أو الكترونية.
وتسعى الجهات الثقافية في الأردن لزيادة الوعي لدى الشعب الأردني وتحفيزه على القراءة من خلال إنشاء مكتبات أسرية تستهدف جميع الفئات العمرية بأسعار زهيدة جدا لتشجيع القراءة كـ "مكتبة الأسرة الأردنية" التي قامت برعاية الملكة رانيا العبد الله على مدار الـ 9 سنوات الماضية، لكن هنالك العديد من المأخذ من ناحية الإعداد والتخطيط والحملات الإعلانية.
ويجدر بالإشارة إلى ان الإعلام بكافة أشكاله هو من أهم الجهات القادرة على تثقيف وتوعية المواطن ولفت انتباهه لمبادرات وأنشطة وفعاليات من هذا النوع ونحن غافلون عنه بشكل أساسي.
في حديث مع "الدكتور احمد الراشد" مساعد الأمين العام بوزارة الثقافة قال فيه: "ان المشاريع الثقافية لا تحدث تغيرا جذريا سريعا وملموسا بنفس الوقت، وان أثرها يظهر على مدى سنوات. نحن كوزارة مسئولة عن مشروع مكتبة الأسرة نلتمس فارق على مدى الزمن من ناحية اهتمام المواطنين بالمشروع ومتابعتهم له وهذا يدل على ان الشعب ازدادت نسبة وعيه".
وأضاف "الراشد": "نحن كوزارة نعمل على نشر مجموعة من الأعمال تشمل جميع الحقول المعرفية والتراثية والأدبية والعلمية ، أي أننا نغطي ما يقارب 10 حقول معرفية كل ما يناسب أمزجة وتطلعات واهتمامات الشعب، مثلا الكتب الأكاديمية لا تهم الوزارة فهي تهم شرائح معينة كطلبة الجامعات والباحثين نحن نعمل على جانب يخص اهتمامات القارئ الأردني بشكل عام".
وعن اهتمام الجهات الإعلامية بالمشاريع المتعلقة بالثقافة قال "الراشد": "الوزارة تخاطب
وتراسل جميع الجهات الإعلامية لكن هنالك قصور من بعض هذه الوسائل، من واجب الإعلام
ان يتقصى ويبحث وينشر فهو بمثابة العين الناقدة والمرآة الثقافية".
وفي سؤال عن أكثر الكتب مبيعا قال "الراشد": "ان كتب الأطفال حققت المبيعات الأكثر حيث شكلت نسبة 93% من المبيعات، و في الأيام الأولى كانت معظم هذه الكتب قد نفذت من فروع المحافظات كمعان مثلا التي بلغت نسبة مبيعات هذا الصنف فيها 103% خلال اليومين الأولين، من ثم كانت كتب التراث العربي والإسلامي في المرتبة الثانية، وتبعتها بالمرتبة الثالثة كتب الفكر والحضارة والتراث، بينما جاءت كتب الآداب العربية والعالمية في المرتبة الرابعة، تتلوها كتب العلوم فالفنون...".
ومن جانب أخر قال رئيس جمعية أصدقاء البحر الميت والمسئول عن مبادرة القراءة هناك "زيد سوالقة": "ان الهدف الرئيس من مبادرة القراءة يتركز على ان منطقة البحر الميت والأغوار تخلو من المكتبات العامة والخاصة وهي جاءت لتشجيعا للقراءة في المناطق الزراعية والمناطق السياحية البعيدة عن العاصمة، آملين من الوزارة مساعدتنا ودعمنا في هذا الجانب".
وأضاف "السوالقة: " هنالك عدد من المدارس التي تفتقر للتثقيف و القراءة كما ان المنطقة التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من عمان تحتوي على نسبة كبيرة من طلبة الجامعات وهذه الفئة هي في أمس الحاجة للمعرفة، كما يمكن للمزارعين و للمهندسين وأصحاب الأراضي الاستفادة من الكتب الخاصة بالزراعة وتطوير طرق الزراعة والري وغيرها، كما يمكن للعاملين في قطاع السياحة الاطلاع على المزيد من الطرق وفنون استثمار الموارد البيئية لخدمة القطاع".
وتابع "السوالقة " : نسعى لجعل هذه المكتبة تشمل كافة المعارف والكتب بأنواعها، ثقافية علمية وفكرية واجتماعية. كما يمكن إضافة روبوتات تعليمية تنمي مدارك الأطفال والشباب من خلال التطبيقات العملية".
ومن جانبها قالت الكاتبة والدكتورة "شهلا العجيلي"في محاضرة لها عن الرواية برابطة الكتاب : عندما اسأل عن وضع الكتاب الجدد أقول ان مجتمعات الكتاب أفضل بكثير من مجتمعات لا تهتم بالكتابة و لا يفكرون فالكتابة تنمي مدارك الإنسان تتيح جانب من الخيال والتفكر بالنهاية سيصمد من يُجوّد لغته ".
وأضافت "العجيلي": " ان المجتمع العربي يهتم بالرواية أكثر من غيرها من صنوف الأدب، فالرواية بديلة عن الفلسفة وتطرح العديد من التساؤلات التي تهم المجتمع، باعتقادي ان الرواية لن تموت أبدا لأنها قادرة على التكيف والتطور وتتماشى مع تطلعات المجتمع".
وتابعت "العجيلي" : "ان جيل الشباب أعاد للقراءة وزنها منذ عام 2008 تقريبا حيث لاحظنا اهتمام الشباب بالقراءة، رغم ان البعض ليس متذوق للمواد التي يقرأها لكن مع الزمن سيصبح متذوق. الجميل ان المجتمع أصبح يقلد وهذا أسهم في تحريك جانب الغيرة من فكرة غيري يقرأ أو أنا لا اقرأ".
ومن جانبه قال المواطن "أحمد جرار": "علينا كأشخاص مسئولين عن اسر ان نحسن انتقاء الكتاب الذي سيوضع على رفوفنا داخل منازلنا لان أبنائنا سيستخدمونه، هنالك العديد من الكتب تحمل أفكار مدسوسة او لا يمكن ان نعطيها وزن جيد من ناحية كتابية وفكرية، ان مشروع مكتبة الأسرة لم يلق اهتمام من الجهات الإعلامية بشكل كافٍ لذلك لم يعلم فيه عدد كبير من المواطنين ".
بينما قالت السيدة"هالا" إحدى زائرات المعرض : "ان نسب القراءة في انخفاض مستمر، ونوعية العناوين المطروحة اضعف بكثير من ذي قبل ، أنا اتي كل عام لاقتناء كتب من مكتبة الأسرة لكن الكتب المطروحة هذا العام ليست مشجعة أبدا من وجهة نظري".
ويعتبر مشروع مكتبة الأسرة الأردنية مشروع يسير على طريق النجاح بخطى ثابتة، وهذه المؤشرات التي أشار لها المختصون بالأدب والتي تسهم في زيادة وعي المجتمع للاهتمام بالقراءة، ونوعية المواد المقروءة، وكُتّابها تحديدا.
ويعد هذا التقرير رسالة مباشرة ومهمة لجميع فئات المجتمع وخصوصا أرباب الأسر للاهتمام بإنشاء مكتبات خاصة في منازلهم، تحتوي على أفكار ومعلومات بناءة للمساهم بارتقاء المجتمع والجيل الجديد، حيث ان الكتب أصبحت متوافرة بأيدي الجميع وبأسعار زهيدة.
ويشار إلى ان الجهات الثقافية والمكتبات والمبادرات أنشأت خلال شهر" 9 و 10 و11 " حوالي 40 معرض للكتاب موزعة في كافة أنحاء العاصمة عمان تحديدا، وهذا عمل ايجابي يحسب لصالح مشروع النهضة القرائية في الأردن.