تخصيص مهابط للطائرات في المستشفيات الـخـاصـة نـقـلـة نـوعـيـة لـلـخـدمـات الـطـبـيـة
أخبار البلد-
قرار تخصيص مهابط للطائرات العامودية في المستشفيات الخاصة، في الاساس فكرة ملكية سامية، طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في اكثر من لقاء مع القطاع الصحي الخاص خلال السنوات القليلة الماضية حرصا من جلالته على سلامة المرضى الذين تستدعي حالاتهم الصحية السرعة في نقلهم الى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم بالسرعة الممكنة ،ونقل المصابين جراء الحوادث المختلفة من اماكن بعيدة او قريبة الى غرف العلاج باقصى سرعة ممكنة والعمل على انقاذهم والحفاظ على حياتهم.احسنت الحكومة والقطاع الطبي التصرف عندما التقطت فكرة جلالة الملك وحولتها الى قانون يلزم المستشفيات الخاصة بتنفيذها ، علما بأن بعض المستشفيات الخاصة بدأت منذ اكثر من عام بالعمل والاعداد لتخصيص مهبط للطائرات العامودية لنقل المرضى والمصابين اليها وقت الحاجة على وجه السرعة، هذه الخطوة ، اضافة الى معانيها ودلالاتها الانسانية والصحية وما تحققه من تقدم في مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين وتعزيز الاهتمام بصحة وحياة المواطن ، فانها تشكل نقلة نوعية متطورة جدا في الوعي الطبي والصحي وتجسد شعار الاردن المعروف بأن الانسان اغلى ما نملك، خاصة وان الاهتمام بالانسان يأتي من رأس الدولة الاردنية.
اهمية هذا القرار عندما يتم تنفيذه وتطبيقه على ارض الواقع، تكمن في سرعة نقل المريض او المصاب من موقعه البعيد او القريب الى مكان العلاج بسرعة فائقة على متن طائرة عامودية وتوفير الاسعاف الفوري له متجاوزا ازمات المرور والسير والعوائق الطبيعية حيث يقلل المدة الزمنية الفاصلة بين وقوع الاصابة وبين تناول العلاج بشكل كبير جدا وفي مثل هذه الحالات فان للثانية الواحدة اهمية كبيرة لانها قد تقرر الحياة او الموت بالنسبة للاصابات الخطرة والامراض الصعبة المفاجئة مثل الجلطات او السكتات المباغتة وغيرها من الحالات المرضية الخطيرة .
ليس مهما من الجهة التي سوف تتولى مهمة امتلاك وتسيير واستخدام طائرات الاسعاف العامودية سواء كانت الحكومة او وزارة الصحة او المستشفيات الخاصة نفسها او جهاز الامن العام او جهاز الدفاع المدني ،لكن الاهم ان تكون هذه الطائرات جاهزة ومجهزة وعلى اهبة الاستعداد دائما للتحرك الفوري الى اي مكان على امتداد مساحة المملكة لانقاذ حياة المواطنين حيثما استدعى الامر.
يحتل الاردن موقعا متقدما اقليميا ودوليا في الخدمات الطبية والصحية والعلاجية في القطاعين العام والخاص ،فهو يقدم افضل الخدمات باقل الاسعار مقارنة مع الدول الاخرى في المنطقة والعالم ، وتكتسب جودة الطب الاردني ثقة المرضى من الدول العربية ودول العالم،ويأتي تطبيق هذا القانون ليعزز هذه الثقة ويزيد استقطاب وجذب السياحة العلاجية الى المملكة التي تعتبر احد اهم روافد الاقتصاد الوطني .
توفير خدمة الاسعاف الفوري في المملكة بواسطة الطائرات العامودية، لن تقتصر فوائدها واستخدامها على المواطنين الاردنيين ، وانما سوف تشمل جميع المقيمين على ارض الوطن ، لان الاردن كما هو عادته وديدنه لا يفرق بين انسان واخر ويحرص دائما على توفير وسائل الامن والامان والراحة والاطمئنان لكل من يتواجد على ارضه.
يجب ان لا ينظر الى هذا القرار على أنه يشكل عبئا او ضغطا ماليا على المستشفيات الخاصة ،وانما ضرورة التعامل معه على انه يعتبراضافة نوعية للخدمات الطبية والعلاجية المتميزة التي تقدمها تلك المستشفيات للموضى والمراجعين سواء كانوا مواطنين اردنيين او اشقاء عرب او اجانب.