"لغز بات مكشوفا : يختفي عند الحاجات ويظهر في المناسبات والدعوات ..هل عرفتموه ؟!!!


تعود نائبنا الاردني منذ اكثر من عقدين من الزمان على روتين اصبح مألوفا لدى الجميع , حتى اصبحت تلك القصة تؤرق فينا مشاعر الندم كلما مرت علينا دورة نيابية جديدة , ففي كل مدينة او قرية او محافظة من محافظاتنا الاردنية تعاني قواعد الناخبين من الدور الغائب لما يسمى بنائب المحافظة او نائب الشعب او ما كان يدعى من قبل بنائب العشيرة , فالمتفحص لتاريخ نوابنا يلاحظ ان الطموحات الشعبية وحتى الوطنية التي كانت تشكل نقاطا رئيسية ببرامج النواب الانتخابية تغيب بمجرد وصول النواب لمسارح البرلمانات , وكأن الشعب بمقاييسهم مجرد مواد خام تحترق لتضيء لهم ساحات الظلام التي يرتادونها فيما بعد , وبالنظر لممارسات النواب تلك والتي ماعادت بخافية على اي احد كان اصبح لابد من اعادة صياغة اسس الانتخاب والتي يجب ان تبنى بعيدا عن الحسابات الضيقة للعشيرة من ناحية وللاقليمية من ناحية اخرى , صحيح ان لوازم وادوات الانتخاب لم تصل بعد لطموحاتنا كاردنيين الا اننا سنجد انفسنا تحت وطأة الاختيار التعسفي ان رضينا او ابينا لما لتلك العملية من اهمية وضرورة ملحة , لذلك وحتى يظهر جيل جديد من النواب يمارسون عملهم النيابي بمسؤولياتهم تجاه الشعب والوطن لابد من اعادة صياغة اسس الانتخاب والتي اساسها النقاط الرئيسية التالية :
1 . اصحاب الفكر .. ان صاحب الفكر غالبا مايدفعه للتوجه لمجلس النواب هي ركائزه الفكرية وقناعاته بها كأسلوب لممارسة عمله النيابي والذي من خلالها يستطيع او على الاقل ان يبدأ باضفائها على دوره في التشريع من ناحية وعلى خدمة قضايا الوطن حسب منظوره من ناحية اخرى , من هنا يبقى الدور الرئيسي للناخب على كيفية التمييز للاختيار كون الاغلبية من المرشحين على مدار الدورات السابقة لايحمل فكرا راشدا او منهجية واضحه للعمل النيابي , فقد تعلمنا من تجاربنا السابقة ان الاختيار مقصور فقط على نوعية الدعاية الانتخابية وحجم المرشح الاجتماعي فقط , اذا يجب ولمصلحة البلاد ان يبدأ عصرا جديدا باسلوب الانتخاب نابعا من قناعتنا الفكرية وليست العاطفية ....
2 . القوى الحزبية ..رغم ممارسات الحكومات السابقة بتغييب دور الاحزاب واضفاء صبغة الضعف العام على دورها ببناء وحشد الطاقات الا ان الاحزاب تشكل ألاولوية الهامة والرئيسية بخلق برلمانات قوية وفاعلة يستطيع المواطن متابعتها وجني ثمارها على المدى المنظور اكثر من اسس الاختيار الخاطيء كما كان من قبل ... وبما ان قانون الانتخاب الجديد لا يعيرها (الاحزاب) اي اهتمام مميز ووضع ترشحها من خلال ألائتلافات داخل القوائم عندها يجب ان يتجه اختيار المواطن لتلك القوائم وترك القوائم الاخرى التي تملؤها التحالفات الجهوية او التي اعضائها كانوا قد جربوا من قبل .....
3 . أصحاب الاهداف الخاصة ... هنا تكمن العلة والمعضلة الكبيرة التي مازالت انعكاساتها واضحة على عملية الاصلاح والتغيير , فاصحاب تلك الصفة عازمون في كل عملية انتخابية من الاستئثار باغلبية الاصوات اما من خلال المال الاسود والذي دمر طموحات المواطن (الناخب) او من خلال حواضنهم العشائرية التي لايدفعها لعملية الانتخاب الا التنافس المحموم والعنصريات الضيقة .. لهذا وحتى لاتستمر معاناة المواطن (الناخب) فيما بعد لابد من نظرة متفحصة لتجارب الماضي والوقوف على اسباب سوء الاختيار ..., اذا وان كان ولابد من الاختيار على تلك الاسس يجب ان يتم تغيير الوجوه السابقة بأشخاص يحملون الهم العام والوطني ويتميزون بالقوة والامانة ...
4 . البرامج الانتخابية ... البرنامج هو هوية المرشح , فنحن اليوم اصبحنا قادرين على تمييز الغث من السمين وكذلك نستطيع استقراء البرامج القابلة للتنفيذ من غيرها ..لذلك يجب على الناخب ان يدلي بصوته لاصحاب البرامج الواقعية والتي تعانق رغبات الشعب بشكل عام دون النظر للبرامج المقتصرة على الخدمات فقط كون قانون اللامركزية يبدو قريبا للتطبيق ....

واخيرا ... نتمنى من خلال تلك الاسس ان نبدأ كناخبين بدورنا الوطني واختيار المؤهل فكريا ووطنيا وقوميا ودينيا ان امكن , لكي يبدأ فيما بعد جني الثمار التي انتظرناها طويلا من اعادة بلورة حقوق المواطن والوطن على حد سواء .....