كلام الملك.. وخارطة الطريق


اخبار البلد- النائب نضال الحياري

يأتي كلام الملك في خطاب العرش السامي في افتتاح أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة السابع عشر مختلفاً ، فهو يتحدث إلى أبناء وطنه في ظل ظروف صعبة ودقيقة من عمر الوطن وعمر المنطقة برمتها.
فقد جسد جلالة الملك من خلال هذا الخطاب التاريخي دلالات قوية تجسد حب الملك لشعبه والتي تزداد عبر الزمن قوة ورسوخاً ، وترسخ حرص جلالته على النهوض بمستوى معيشة المواطن والانتقال به إلى مستوى راق من المشاركة في صنع القرار السياسي.
وتبرز اشارات هامة في خطاب العرش من أبرزها أن ما تم انجازه على أهميته يبقى غير كاف مادامت هنالك فئة تعاني من ظروف الحياة القاسية ، لذلك كان التركيز على الجانب الاقتصادي والتنموي واضحاً في خطاب جلالته للنهوض بمستوى معيشة المواطن والعمل على تلبية تطلعاته المشروعة.
لقد رسم خطاب العرش خريطة طريق الإصلاح الوطني معززاً مفهوم تكريس الديمقراطية ومشاركة جميع الأطياف السياسية ، والتركيز على أهمية الإصلاح كأولوية وضرورة وطنية.
لقد أشار جلالة الملك بشكل واضح إلى الظروف المضطربة التي تعيشها المنطقة و الآثار السلبية التي تنعكس على استقرار المنطقة برمتها وما تواجهه من تحديات سياسية وأمنية ، وأكد جلالته أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وإننا مستمرون في الأردن بالتصدي بشتى الوسائل للممارسات الإسرائيلية الغاشمة.
من وجهة نظري المتواضعة ، لابد لنا من التركيز في هذه المرحلة على الوضع الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة مواطننا الأردني في مختلف مناطق المملكة ولابد من التركيز على ثلاثة محاور: -
المحور الأول: رفع معدلات النمو الاقتصادي مما ينعكس ايجابياً على تحسين معدل النمو في الدخل الفردي للمواطن الأردني ، وهنا تأتي المسؤولية على الفريق الاقتصادي للحكومة لتطبيق أفكار جديدة تحسن الوضع الاقتصادي للمملكة.
المحور الثاني: جذب المزيد «من الاستثمارات وتقديم حوافز خاصة للمستثمرين الأجانب ولعل ذلك يستدعي تعديل بعض القوانين والانظمة» المحفزة لعودة المستثمرين إلى داخل الأردن.
المحور الثالث: تكثيف العمل على خلق المزيد من مشاريع الطاقة وخاصة مشاريع الطاقة المتجددة اخذين بعين الاعتبار ان آخر دراسة للبنك الدولي خفضت التوقعات لعام 2016 لأسعار النفط من 57 دولارا إلى 51 دولارا ، ومن المتوقع إن ترتفع الأسعار مجددا في عام 2017، ولذلك لابد لنا من الإسراع في إنشاء العديد من مشاريع الطاقة في عام 2016 حتى نستطيع مواجهة أي ارتفاع محتمل للنفط في عام 2017.
إن ترجمة أفكار وكلام جلالة الملك يحتاج إلى تجسيد روح العمل كفريق واحد يضم جميع القوى السياسية للعمل على تنفيذ هذه الرؤى على ارض الواقع.
ودعاؤنا دوماً أن يحفظ الله أمن الأردن وأمن مواطننا الأردني ، وتحية لجلالة الملك القائد الذي يرسم لنا الطريق بوضوح ليومنا هذا ولمستقبل أبنائنا.
نائب رئيس لجنه النزاهة وتقصي الحقائق