مقال / زمن الأقنعة

زمن الأقنعة

 

في الاعدادية كنت اعرف ثلاثة فتيات ، رماهن حظهن العاثر في طريقي الى المدرسة ، لا انكر باني لوعت قلوبهن ، ولا أنكر بأنهن لوعني أيضا ، أصلا لوعني المريول الأخضر ، "صفاء" الوحيدة من بينهن التي كانت تلوعني اكثر واحدة ، فمريولها الاخضر القصير وشعرها المجدل على طريقة "ساندي بل" ، جعلني أذوب كلي ، وقد كنت احترق عندما أهمس لها "بحبك" فينقلب لون خدودها الى الأحمر ، عندها أجد الدنيا قد ذابت خجلا بينما ذبت أنا في ذلك الجمال .

 

اللغة التي كانت بيننا هي لغة الرسائل ، أكبر المشاكل والقضايا حللناها برسالة ،  وفي احدى المرات كتبت لها رسالة من ثلاثة عشر صفحة خططت فيها لأن نلتقي بعد أن انهكنا الشوق وذوبتنا اللهفة ، وقتها رسمنا خطة محكمة كي لا ينفضح امرنا وننكشف ، وأشرت عليها بأن ترتدي "أشار" ، لتخفي ملامحها ولا يكشفنا أخوها "عايش" ، للعلم "عايش" كان يقف بوجهي مثل العمل الردي .

 

الحب والبساطة وربما الهبل ، دفع "صفاء" الى لبس "الأشار" ، وتقابلنا يومها وكان اجمل يوم في حياتي أنذاك ، ضحكنا وفرحنا وتحدثنا ، وضحكنا اكثر على لبس الاشار ، وتسائلنا وقتها : " فكرك لو عايش يشوفني بعرفني " ؟!

 

يومها سألتني صفاء : أنا أحلى بإشار والا بدون إشار ؟!

 

وأذكر بأني اجبتها : "كيف ما كنتي بجنني " .

 

صفاء لبست "الأشار" بدافع الحب ولهفة اللقاء ،  بينما بقيت وقتها في عيوني صفاء الصافية العذبة ، يا هل ترى اللذين لبسوا قناع الايمان والاسلام وأباحوا سفك الدم بأي دافع لبسوا ذلك القناع ؟! ولأي هدف ؟!

 

فعلا انه زمن الأقنعة .

 

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com