اوبك تقرر عدم خفض مستوى انتاج النفط رغم هبوط الأسعار

فيينا (أ ف ب) - قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الجمعة ابقاء مستوى انتاجها الحالي على حاله، معتبرة ان خفضه لم يكن ليترك اثرا كبيرا على السوق.

وأعلن وزير النفط النيجيري ايمانويل ايبي كاشيكو الرئيس الحالي للمنظمة الجمعة بعد اجتماع للمنظمة في فيينا أنه "نظرا لوضع الاقتصاد الحالي للدول التي تشتري النفط والاقتصاد العالمي، سنبقي الانتاج على مستوياته الحالية".

وأضاف "لم نعتبر إعطاء أرقام في البيان ضروريا"، مشيرا الى انه اذا وجب علينا ذلك "فسيكون مستوى الانتاج الحالي" للمنظمة.

ودول اوبك التي ينتج اعضاؤها ثلث النفط العالمي، يتجاوز انتاجها حاليا السقف الرسمي المحدد بثلاثين مليون برميل في اليوم.

وتنتج اوبك حاليا 32 مليون برميل نفط يوميا.

ولم تنشر اوبك الجمعة ارقاما حول انتاجها في البيان اذ انها تنتظر انتاجا اضافيا من ايران بعد رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية.

وقال الامين العام لاوبك عبد الله البدري "لا يمكننا تحديد رقم الان لان ايران ستعود، لا نعلم متى وكيف سيمكننا التكيف مع ذلك بشكل او باخر".

واضاف "اتفقنا على ارجاء هذا القرار الى اجتماع اوبك المقبل (في حزيران/يونيو) الى حين اتضاح الصورة اكثر لكي نقرر في شأن رقم معين".

ورغم دعوة عدد متزايد من دول اوبك على رأسها فنزويلا الى خفض الانتاج لتحسين الاسعار التي خسرت ستين في المئة من قيمتها منذ منتصف 2014، ترفض السعودية ودول خليجية اخرى ذلك.

واكدت اوبك الجمعة ان اندونيسيا عادت الى المنظمة بعد غياب سبع سنوات ليصبح عدد الاعضاء 13.

وقال كاشيكو "لقد أخذنا علما بمستوى الإنتاج الحالي، الذي هو فوق 30 مليون برميل التي تمت الموافقة عليها، وقررنا أن خفض هذا المستوى لن يكون له تأثير كبير على السوق".

وأضاف ان "أوبك تنتج فقط حوالى 35 الى 40 في المئة من الاستهلاك العالمي. وإذا استمررتم في خفض الانتاج، فهذا لن يحل اي مشكلة. نحن في حاجة أيضا للتوجه الى الدول غير الاعضاء في أوبك لتنضم إلينا في هذه الرغبة في استقرار (الأسعار)".

وتابع "علينا أن ندرس عوامل أخرى (غير تخفيض الإنتاج) لدعم الأسعار. علينا النظر في مفاوضات بين أعضاء أوبك والدول غير الأعضاء"، مؤكدا الدعوة إلى التعاون التي أطلقتها السعودية قبل أيام.

وكرر وزير النفط السعودي عادل النعيمي قبل الاجتماع الجمعة هذه الدعوة. وقال "لقد قلنا أكثر من مرة أننا نعتزم التعاون مع أي شخص من شأنه أن يساعد في إعادة التوازن للسوق (...) معنا".

ونجم انخفاض اسعار النفط التي تقارب حاليا ادنى مستوياتها منذ ست سنوات ونصف سنة، الى حد كبير عن سياسة اوبك وعلى راسها السعودية، التي تغرق اسواق الذهب الاسود من اجل الحد من ازدهار محروقات النفط الصخري في الولايات المتحدة، وكذلك سياسة الدول غير الاعضاء في الكارتل وخصوصا روسيا، والتي بلغ انتاجها مستويات قياسية مؤخرا.

- عودة ايران واندونيسيا -

لكن الخبراء يرون ان دول الخليج الحريصة اليوم اكثر من اي وقت مضى على الاحتفاظ بحصصها في السوق بينما تستعد ايران لعودتها الكبرى، لن تقبل بخفض انتاجها ما لم يتعهد المنتجون خارج اوبك بالسير في هذا الطريق ايضا.

لكن لا موسكو ولا ايران تبدو مستعدة لتسوية من هذا النوع لانهما تعتبران ان تراجع الاسواق سببه بشكل رئيسي فائض الانتاج لاوبك التي لا تحترم السقف الذي حددته.

وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية "قلنا مرات عدة اننا لا نعتبر ان من المناسب خفض حجم انتاجنا لان الظروف لم تعد نفسها بالنسبة لنا، الظروف المناخية وظروف الانتاج".

من جهته، قال وزير النفط الايراني بيجان زنقانه ان ايران لن ترضخ للضغوط لكي تتجنب زيادة انتاجها النفطي بعد رفع العقوبات عنها رغم تراجع الاسعار. وقال للصحافيين عند وصوله الى فيينا "لا نقبل اي نقاش حول زيادة انتاج ايران النفطي بعد رفع العقوبات".

واضاف "من حقنا" زيادة الانتاج مؤكدا "انها مسؤولية الدول الاعضاء المنتجة في اوبك والدول الاخرى التي انتجت اكثر من السقف المحدد".

وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ذكر في تصريحات للاذاعة الوطنية الثلاثاء ان فنزويلا "تأمل في ان تحترم كل الدول سقف انتاج اوبك وتدرس مشروعا لخفض الانتاج بنسبة 5 بالمئة".

وقال فؤاد رزاق زاده المحلل في مجموعة "غين كابيتال تريدينغ غروب" انه "مع اندونيسيا التي ستعود الى اوبك والانتاج الاضافي القادم من ايران من الصعب التفكير في سبب لتخلي السعودية واعضاء مهمين آخرين عن حصص في السوق بذلوا جهودا شاقة لابقائها العام الماضي".