الاقصى حقٌّ سبوق والحانوكا باطلٌ زهوق !

في هذه الايام تجري الاستعدادات على قدم وساق لدى المستوطنين الاسرائيليين للاحتفال باقامة طقوس وشعائر ما يسمى لديهم بعيد( الحانوكا ) حيث تواترت الانباء عن تحضيرات لاقتحام المسجد الاقصى والحرم الشريف من قبل المستوطنين المتطرفين اعتبارا من بداية الاسبوع الثاني من شهر كانون الاول الحالي .

ما من شك ان الاعياد في جميع الشرائع على وجه الارض تدعوا للحب والسلام والتصالح مع الآخر قبل التصالح مع الذات ... اما عيد الحانوكا لدى المتطرفين من اليهود فله شأنٌ آخر ... لماذا؟ لان وراء الاكمة ما وراءها .

ستبدي لنا الايام ما وراء الاكمة ان ما ادعته اسرائيل على لسان الحاخامات سابقا من تحريم دخول الحرم الشريف على الاسرائيليين انما هو ذرٌّ للرماد في عيون العرب والمسلمين وانه لا يغدوا حقن تخدير ومناورات سياسية آنية وضحك على الذقون وسيأتينا بالاخبار الاحتفال بعيد الحانوكا على انوار الشموع التي ستشتعل نيرانها المحرقة على دماء الشهداء من المرابطين دفاعا عن الاقصى والصخرة وعن كرامة العرب والمسلمين والتي عمل وسيعمل الاحتلال الغاشم على هدرها ظلماً وهتكها زوراً وانتهاك حرمتها بهتانا بايدي المقتحمين من الحالمين بظهور الهيكل المزعوم او اقامته على انقاض المسجد الاقصى لا قدر الله .


ان عيد الانوار ! الذي ستقام طقوسه المظلمة على دماء واشلاء المظلومين من المدافعين عن الحقوق الراسخة في القدس ومقدساتها وستمارس شعائره على دموع الارامل والثكالا انما هو عيدٌ للظلم والظلام والخراب والتدمير ما انزل الله به من سلطان لا في التوراة ولا في الانجيل ولا في القرآن .

سيبحث الواهمون على ظلام شموعهم عن ذاك الباطل المزعوم اليوم وغداً وبعد غد ولن يجدوا امام ابصارهم سوى مآذن الاقصى والقبة المشرفة وجدران بيت المقدس تبشرهم بان جميع اعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآنُ ماءً وان هذا الحق سيبقى ثابتاً بثبات اهله الصامدين المرابطين وراسخاً رسوخ جبال عيبال وجرزيم وشامخاً شموخ مآذن القدس وقبابها وخالداً طاهرا في هذه الدنيا خلود نهر الاردن منذ ان تعمّد المسيحُ عليه السلام بمياهه الطاهرة إلى يومنا هذا .

يجب ان تعرف اسرائيل ان مخخطات ورسومات الهيكل المزعوم على وريقاتٍ بائدة اوفي مخيلات مريضة او فاسدة لن تصمد امام الواقع الشامخ للمقدسات الاسلامية والمسيحية والاثار العربية في فلسطين منذ عهد فينيق وكنعان وجالوت وان على اسرائيل ان تعرف وهي عارفة منذ الازل ان فيها قوماً جبّارين ما زالت دماؤهم تسري في العروق والافئدة التي ما فارقت ولن تفارق تلك الارض لان رفات الاجداد الراقدة بسلامٍ تحت ثرى القدس والخليل ونابلس ما فارقتها وليست بمفارقتها ولن تفارقها .

نقول للمتمسكين باضغاث احلامهم البائسة واليائسة ... اننا نؤمن بحقنا الراسخ والثابت على هذه الارض وفوق ذاك الثرى ... ونؤمن ايضا بان هذا الحق لا محالة سيأتي كفلق الصبح ... فاذا جاء الحقّ على رؤوس الاشهاد متبختراً ... فسيزهق الباطل لان الباطل دائما وابدا كان زهوقـــــــــا .

صالح ابراهيم القلاب