شبابنا ...فلذات أكبادنا ..أين ..والي أين ؟؟!!
هناك الكثير من القضايا التي تحتاج الي الطرح والتحليل ....والكتابة عنها ..الا أن شبابنا لا زالت قضاياهم تشغل بالنا ...وتستحث ما بداخلنا ... من أجل بذل الجهود ...وعصر الأفكار ..وحتي ولو أدي الي حرق الأعصاب ... والخروج عن المألوف .....باختيار المفردات والعبارات.
شبابنا ...أجيالنا ...أبنائنا ..هم بالألاف من الخريجين الجامعيين ..ومن العاطلين المهنيين ..الذين لا يجدوا فرص العمل .... ولا يستطيعوا أن يلبوا احتياجاتهم ...واثبات ذاتهم ....وتحديد خطواتهم ... والتخطيط لمستقبلهم .... الاغلبية العظمي عاطلة معطلة.... بفعل ظروف فرضت عليهم ....ولم يساهموا بصناعتها... وتحديد مخاطرها ....ونتائجها المخيفة ...حتي أصبح بعض شبابنا يمتلكهم اليأس والاحباط ...ولا يفكرون بأكثر من اطار الذات ..... ينامون لساعات أكبر ..ولا يرغبون بالاستيقاظ ....وكأن للنوم مساحة للهروب والتهرب ....من عذاب الواقع ...والفراغ القاتل ... الذي يحتاج الي الكثير ...في ظل حالة الانسداد ..وعدم الانسياب ...بكافة مجالات الحياة ومتطلباتها
كل شيء قاتم ويزداد سوءا وسوادا ....ولا يبعث علي الاطمئنان والاستقرار... ولا يولد الثقة ...وارادة العمل ..بما يغلق أفاق المستقبل ... في ظل انغلاق وتعثر معطيات الواقع ...أمال تقتل ...ومعنويات تحبط ..مما أخرج البعض عن ذاته ..وأدخلهم في مغامرات الهجرة ...والهروب ..وحتي ادمان المكان ..ومخاطر الموت ..والي درجة الانتحار ....لمن انتابهم الضعف ..وفشلوا في تحديد خطواتهم ...وبناء قدراتهم ...وتعزيز مكانهم ....وضعف مطالباتهم بحقوقهم .... بعد أن أيقنوا ضعف الاستجابة ...وقلة الحيلة ....والتهرب من المسئولية ....انتظروا الاخذ بحقوقهم ..فكان الجواب..... اعملوا من أجل أن تحققوا ما تريدون .
معضلة سياسة الأخذ دون عطاء .....والانتظار حتي تتاح الفرصة ... ليأخذ كل شاب فرصته دون جهد يبذل ....ودون خبرة يكتسبها ....أصابت شبابنا بالصدمة ....وبضرورة التحرك ..والعمل ...والبناء الفكري... الثقافي... المهني .....لاكتساب الخبرات .....والدخول في سوق العمل ...الذي يوفر الفرصة المناسبة ....والعمل المنتج ...وحتي لا يكون من شبابنا عالة علي العمل ....مما يفقدهم ثقتهم بأنفسهم ...وضعف اثبات ذاتهم ....واحباط معنوياتهم .
شبابنا ...أجيالنا ....أبنائنا ...قره العيون....ونبض القلوب ...وفلذات أكبادنا ....نعيش من أجلكم ....ولأجلكم ...كان العطاء وأداة الواجب ...كان الصبر والثبات ...كما كان التحمل علي الالام ...من أجلكم كنا ...نستمر..... ونعمل... ولكننا أخطأنا لأننا تركناكم دون الاهتمام المطلوب ..ودون الرعاية الواجبة ...وبعيدا عن متابعة قضاياكم ....والعمل علي استنهاض ابداعاتكم ..وطاقاتكم ....تعاملنا معكم أرقاما وأعدادا ....وحملا ثقيلا .....لضعف انتاجكم ...وقلة حيلتكم ....وحتي اتكاليتكم التي تسببنا بها ...أو تسببتم بها ....لكنها النتيجة والخسارة التي لا بد أن نتجاوزها .
ليس من المنطق الاستمرار بحالة الانتظار للفرص الاتية ...وللحلول الممكنة ....لأن انتظاركم سيطول ....وربما صبركم سينفذ ..ولن تجدوا من يقدم لكم الحلول المطلوبة .....استنهضوا طاقاتكم ....استنفروا ما لديكم من روح شبابية ...لكسر الحواجز ...وازالة القيود ....وانهاء اليأس بداخلكم ....وتعزيز الآمال بخطواتكم.... لا تستكينوا ....ولا تناموا ....ولا تحبطوا ...ادخلوا ...ادخلوا ...في صلب قضاياكم ....ولا تنتظروا كثيرا أمام قشورها ...واقتحموا جوهرها ...ابتعدوا عن القضايا التي لا طائل منها .....لقد أثبتم أنكم بمقدوركم وبعطائكم أن تغيروا معادلة الصراع ...بانتفاضتكم الشعبية التي ابهرتنا .....قبل أن تزعج عدونا المحتل ...أثبتم انكم ابطال المرحلة.... والقادرون علي العمل ....واظهار أعلي درجات الانتماء ....كنا مخطأين بحقكم ...وكنا مقصرين اتجاهكم ...واعتقدنا أنكم شباب عصركم ....وتسعون لبريق حياتكم ....لكنكم وأنتم بأعلي يقظتكم وفعلكم ونضالكم ...جعلتوا منا صغارا.... أمام عظمة عطائكم ....وشموخكم ....وفعلكم ....الذي ابهر كل من حولكم ...والتي جعل من عدوكم وعدونا فاقد للتوازن....والقدرة علي الحسم ....بعد أن حيدتم قوته الطاغية ...وجعلتموه مجردا من اسلحته التقليدية.
شبابنا ...أجيالنا ..تمسكوا بانتفاضتكم ...وهبتكم ...وخياراتكم ...ووسائلكم ...أصروا علي الاستمرار.... لأنها الطريق والسبيل ....ولم يعد للخيارات الأخرى من نتائج ...في ظل خلافات عميقة ...لا زال كباركم يخوضون فيها..... ويعمقون من انقسامهم ...ويزيدون من ضعفهم ....وعدم الثقة بقدرتهم علي تجاوز محنتهم ...وانقسامهم .... بعد أن أخذ الخلاف ما له... وما عليه ...من وقت طويل ...وما نتج عنه من ويلات وكوارث ...مما خسر المتخاصمين والمنقسمين ...حتي جاءت مرحلة الاستنهاض والنهوض ....لشبابنا ..وأجيالنا ... التي ملت تقاعس الكبار ...واهمالهم ..وضيق أفقهم ...في ظل مصالحهم الغالبة علي أمرهم وعلاقاتهم .....والتي خربت علينا ...وخربت عليهم.... حتي أصبحنا أمام خراب وطن .....بنسيجه ..وفئاته ...وشرائحه ..طالبناهم وألحينا عليهم... وتمنينا منهم ....أن يكونوا بقدر المرحلة ومسئولياتها ...كما طالبناهم بالحرص والعمل والوحدة ....لكنهم لم يستجيبوا ...وتمهلوا ..وتقاعسوا .
وأمام انتفاضة شبابنا ....وعطائهم ...الذي أبهر العالم بأسره ....ليس أمامنا نحن الكبار.... الا الدعاء والتمني ....وترك شبابنا وأبنائنا ....وأجيالنا الصاعدة.... يسيرون أمور انتفاضتهم ....وبناء مستقبلهم ...بما يخدم قضية شعبهم ...وحريه وطنهم ...واقامة دولتهم
انهم يدركون ....ويثقون بقدراتهم وتوجهاتهم ...والي أين هم يسيرون ...ويتجهون ....وماذا عليهم أن يفعلوا لشعبهم ووطنهم ...ليس خدمة لأجيالهم ...كما نحن فعلنا ..وأخطأنا ...ولكن خدمة لكافة الاجيال ..وحتي نجد أنفسنا.... أما شعب يناضل بكل فئاته ....وشرائحه.... وأجياله ....قلب علي قلب ...وعقل علي عقل..... وإرادة علي ارادة ..وايمان علي ايمان ...بعيدا عن كل أمراض الماضي.... وانانيته.... وأطماعه.... وأجنداته الخاصة.
الكاتب : وفيق زنداح