التعداد لا يشمل الصحفيين ..!
مهنة الصحافة غير معترف بها من قبل جهتين رسميتين حسب علمي، وذلك على الرغم من أن أي موظف أو عامل فيهما يجيب على سؤال يتقصى أهمية الصحافة بأنها: سلطة رابعة وبعضهم يقول أولى، ومع هذا فالذين يصممون برامج الكمبيوتر لم يدركوا بعد أن الصحافة مهنة في الأردن ولها نقابة ومجلس ونقيب..
قبل أيام اطلعت على الطلب الالكتروني الخاص بالتقدم للمنح التي أعلنت عنه مديرية البعثات في وزارة التعليم العالي، ولاحظت عدم اعتراف هذه المديرية بالصحافة كمهنة، حيث يوجد حقل في نموذج الطلب الالكتروني متعلق بنوع مهنة ولي أمر الطالب المتقدم للحصول على منحة أو بعثة ما، ويوجد قائمة لاختيار نوع المهنة، مثل: طبيب ، مهندس، معلم ،خياط ، عامل ..الخ، لكن لا يوجد مهنة «صحفي» في القائمة، ولا شيء متعلق بالاعلام. وكذلك فهمت من الزميل فضل معارك، في حلقة أمس الأول من برنامج «مسا الخير» الاذاعي، الذي يبث عبر أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، حين تحدث هاتفيا مع الدكتور قاسم الزعبي، مدير دائرة الاحصاءات العامة،عن تجربته مع الباحثين الذين زاروه في منزله، قال فضل ملاحظات وجيهة: تأفف الباحث من إبراز بطاقته الشخصية للتحقق من هويته، وقال فضل إن الأسئلة عادية وبسيطة، لكنه ألمح إلى عدم مهارته في استخدام الباحث للتابلت الذي يحمله، ولعل أهم ما قاله فضل متعلق أيضا بالمهنة الإعلامية، حيث قال إن مهنة صحفي أو تخصص صحافة وإعلام ، ليس موجودا ضمن قائمة التخصصات الجامعية في النموذج، إذ قال فضل: أنا أحمل بكالوريوس صحافة وإعلام، وهو خيار غير موجود لملء الحقل الخاص بالشهادة الجامعية..
سبق لي أن كتبت مقالة في هذه الزاوية، استنكرت فيها كل هذه النفقات والجهود لإحصاء عدد الأردنيين، وذكرت فيها أن مثل هذا التعداد موجود في دائرة الأحوال المدنية، لكنني وبعد أن فهمت بأن التعداد ليس لمعرفة عدد الأردنيين فقط، بل إن هناك معلومات مسحية أخرى كثيرة ومهمة يشملها الطلب، مما يوفر قاعدة بيانات مفصلة ودقيقة عن السكان في الأردن، أصبحت أشجع إجراء مثل هذا التعداد بطريقة دقيقة ولمرة واحدة نهائية، لبناء قاعدة البيانات المذكورة، ثم أتمتتها لتصبح في متناول جميع الجهات المعنية بالسكان، وبكل السياسات المستقبلية المرتبطة بهم، فمثل قاعدة البيانات هذه مهمة بلا شك، وتمنح المسؤول معلومات حقيقية في كل المجالات المتعلقة بتنمية وتطوير القطاعات ذات العلاقة بالتجمعات البشرية.. لكن عقلية النزعة والفزعة هي التي يجب أن تذهب بلا عودة، خصوصا ونحن نتحدث عن مسوح جغرافية وسكانية وتنموية رقمية، فالمطلوب هنا رقم ومعلومة، هما أبعد ما يكونان عن الفزعات والنزعات، والأغاني كذلك «الأغاني غير ممكنة هنا..رجاءً».
عندما يتم بناء قاعدة بيانات شاملة عن كل المساكن وساكنيها وخصائصهم العلمية والتنموية والاجتماعية فهذا جهد يستحق الثناء، لكن يجب أن يتم استغلال هذه القاعدة من البيانات، وتطويرها باستمرار، على الشكل الذي يوفر على الدولة وعلى صانع القرار عدم الدخول في عملية تعداد «يدوية» جديدة، وهذا أمر ممكن باستخدام التكنولوجيا بل إنه وكما أسلفنا في مقالة سابقة، لا يكلف المبرمج سوى بضعة أسطر، بتنفيذها يصبح كل تغيير على أرض الواقع مؤتمتا ومسجلا في قاعدة البيانات..
اعتذروا لنقابة الصحفيين ولكل الاعلامين، بسبب نسيانهم من قبل محللي النظم والمبرمجين وسائر فرق القيقا والميجا والكيلو بايت والبايت والبت.. اعلموا أيها الأخوة العاملون بمجال «الديجيتال» و ال «آي تي» بأن الصحافة مهنة لها نقابة وكذلك الإعلام ووسائله المختلفة.. واعلموا بأنني صحفي عضو في النقابة، لكنني أصلا مبرمج كمبيوتر ومحلل نظم..أعني: أستطيع أن أفهم كيف تسقط الصحافة والثقافة من عقول بعضهم حين يقدمون «داتا» أو خوارزميات ل»سيستم» اليكتروني.يجازيكو.