أصحاء على الكراسي

لا أدري من أين يأتي بعضهم بقوة القلب هذه كلها .. عندما يضع أكفّه على كتاب الله ويقسم أن يخلص للوطن وأن يخدم الأمة،وكأن ما أقسم عليه ليس الا مجلدا «للسيرة الهلالية» أو «قاموس عربي انجليزي»..
وزير سابق سعى قبل خروجه بأحد «التعديلات» بالحصول على تقرير طبي مفتعل يفيد بإصابته بمعلولية بهدف زيادة راتبه التقاعدي 1500 دينار إضافية عن الراتب الذي يستحقه في الأحوال الطبيعية، وتضمن التقرير الذي صدر عن اللجنة الطبية العليا آنذاك أن معاليه يعاني من دوخة شديدة مع استفراغ ، وطنين حاد في الأذن مع ضعف سمع في الأذن اليمنى مع ارتفاع دهنيات الدم والكوليسترول.
وذكر التقرير انه و بعد الفحص والاطلاع على التقارير الطبية المرفقة والصور الشعاعية والمغناطيسية وتخطيط السمع تبين انه يعاني من ضعف سمع شديد في الأذن اليمنى وسمع خفيف في الاذن اليسرى وبعد الرجوع الى جدول قائمة الأمراض تبين ان نسبة العجز الناشئ عن إصابة العمل هي 50% كما يعاني من انزلاق غضروفي مع خدران في الاطراف العليا ونسبة العجز هي 26% وبناء عليه تقرر اللجنة ان مجموع الاصابتين معا 76% يعني «رُبع بني آدم» ومع ذلك يقود وزارة فيها عشرات الآلاف ..المهم بقيت هذه الأوراق في درج معاليه لحين التعديل الوزاري حيث «لشق» 1500 دينار اضافية على الراتب فور خروجه من باب الوزارة دون ان يرف له جفن او يخفق له وطن او تجري مجرى «الدهنيات» مخافة الله..انزلاق غضروفي وخدران بالأطراف وطنين بالأذن واستفراغ ..وتريد ان تسمع وتحل وتهضم مشاكل الشعب؟.
الأمر لم يتوقف عند معالي «الطنين»،مصادر حكومية تقول ان احدى الوزيرات تقدّمت هي الأخرى للحصول على راتب اعتلال ..حيث حوّل طلبها الى لجنة طبية مختصة لتدرس الحالة عن كثب ، جدير بالذكر ان هذه الوزيرة لم تكن تشكو من أي اعتلال خلال وجودها في كرسي الوزارة قبل أسابيع قليلة..ربما لأن الأمراض المزمنة و»المعلولية» تظهر فجأة مثل حبّ الشباب وقرصة الناموس في خدود بعض أصحاب المعالي..
أصحاء على الكراسي ..مرضى حسب التواصي..
أعانك الله على «أمراضهم» يا وطني...