النائب الدميسي : فلسطين في قلب ووجدان الهاشمين ...

بقلم: النائب قصي الدميسي

نائب رئيس لجنة فلسطين النيابية
في الوقت الذي انشغلت فيه الامة من محيطها الى خليجها عن فلسطين بقي القلب الاردني ينبض ويهتف باسم الاقصى وفلسطين، وبقيت الهبة الهاشمية المباركة تسجل الموقف تلو الاخر دفاعاً عن حق الشعب الفسطيني في الحرية والاستقلال، لقد اشغل الاقتتال وحرب التجزئه في العالم العربي ورسم معالم المنطقه من جديد ابتداءً من اليمن ومروراً والعراق وسوريا وليبيا العرب كما اشغل العالم ولكن هذا الانشغال الذي مكن قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين من خرق حرمة المسجد الأقصى وتهويد كل معالم القدس والضفة الغربية ومحاصرة غزة لم تشغل الاردن عن فلسطين وكيف يتم ذلك وهما رئتان لجسد واحد.
لقد كانت المخططات الصهيونية كبيرة وشاملة اذ ان التهويد يتم لكل شيء على قدم وساق، والمؤامرة تكبر، والمخطط يتم على الأرض بينما أحلامنا تتكسر حلماً حلماً في الخروج من عنق الزجاجه اقليمياً، وفلسطين التي تستصرخ عروبه الامة واقفة مشدوهة على حال الامة، ولا تجد الا في الشقيق الاردني من سند وهو سند يبقى بحجمه مهما حاول ان يساند.
وهنا فان ما يجري في القدس من اعتداءات صهيونية لا سيما اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى خطير، وما يحدث له بعد سياسي يتعلق بأي تسوية قادمة لجهة تصفية القضية الفلسطينية، وهوما يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام والإسراع بتسوية الخلافات للتصدي للاحتلال، و وقف التنسيق بين السلطة والكيان الصهيوني المحتل، كما لا بد لتحرك فوري للدول العربية والإسلامية رغم ازماتها الداخليه وحرب بعضها على التطرف والارهاب، فالواجب يدعو الى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس وإدارة علاقاتها مع الإدارة الأمريكية على أساس مصالح الشعب الفلسطيني في القدس وفلسطين، ولا بد من وقفة للجماهير العربية والإسلامية تنسى فيها تناقضات المرحله وتوجهها الى التضامن مع الشعب الفلسطيني ، اما الولايات المتحدة الأمريكية فعليها ان تعي ان ازمات المنطقه لها ارتباط مكبير بموقفها من قضية فلسطين فهي قضية العرب والمسلمين الاولى وعليها ان تتوقف عن بيع الكلام للشعب الفلسطيني، وتبيع الكيان الصهيوني دعماً واسلحة وتسهيلات ومساعدات منقطعة النظير، فالشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحصل في القدس وفلسطين .
ان المخطط الشيطاني الصهيوني لتهويد القدس نكبة ستصيب مستقبل الشعب الفلسطيني وطموحه المشروع في بناء الدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، ولا مجال للسكوت عما تتعرض له القدس العربية من تهويد واستيطان ينتهكها من كل جوانبها, وما افتعال قطعان المستوطنين لأزمات على شاكلة تدنيس المسجد الأقصى من خلال محاولاتهم المس به والسيطرة عليه إلاَ جزء من بوادر هذا التدمير للقدس والأقصى الذي يقصد به فرض واقع صهيوني على القدس وأهلها العرب.
أن معركة القدس هي المعركة الكبرى ومن هنا كان التدخل الاردني حازم, فلا يمكن لأحد أنْ يتجاهل هذه المعركة فهي تستهدف المدينة المقدسة وهي تحت الوصاية الهاشمية ، والأُمة لابدَ أنْ تتوحد وتتجمع جهودها وطاقاتها لدعم الموقف الاردني- الفلسطيني لوقف المخططات الصهيونية، ودعم الصمود الفلسطيني في أرضه، ومحاربة جدار العزل والفصل العنصري، الذي اقامه الكيان الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية، واتخاذ موقف عربي وإسلامي جاد وحازم، للحفاظ على عروبة وإسلامية القدس والأقصى وفلسطين وإشغال الكيان الصهيوني عن أي مخططات تستهدف الأمة العربية وعلى الأخص فلسطين .