الاردنيون اصحاب ’’ نكتة ’’ بامتياز .. ورجال دولة باقتدار

كشفت مواقع التواصل الاجتماعي في اكثر من قضية او موقف او مشكلة عن طاقة " الضحك " الكامنة داخل الاردنيين. ولعل ثلجة " الكسا " اول مكتشف لهذه الطاقة التي اثبتت الايام بان الاردني " صاحب نكتة " بامتياز. وما عزز هذا الاكتشاف ما انتجه الاردنيون من عشرات " النكت " على هذه المواقع على التعداد السكاني قبل بدئه بساعات. وفي الفيضانات التي اجتاحت العاصمة عمان خلال العامين الماضيين واخرها قبل شهر تقريبا، وجد المسؤولون انفسهم امام حركة احتجاج شعبية غاضبة بالتعليقات والصور الساخرة ازدحمت بها شبكة الانترنت، وانهم مدانون في المجتمعات الافتراضية، قبل ان ينقذهم الواقع بتفاصيله القانونية وتعقيداته الفنية وتعدد الجهات المسؤولة عن غرق العاصمة، وضياع طاسة المسؤولية بين لجان التحقيق وتعددها. و" نكت " التعداد لم تقترب من التشكيك بهذا المشروع او انتقاده او التحريض عليه، فجلها تركز على كيفية الاجابة على اسئلة الباحثين الذين كلفوا بانجاز هذه المهمة الوطنية، وبعضها حمل لوحات ارشادية طريفة بضرورة الاجابة بمصداقية لانه من سيطرق الباب وظيفته ان يعد وليس توزيع معونات. وكالعادة فان هذا العمل الوطني الشاق لم يخلو من غرابة بعض الاسئلة والاخطاء العفوية في طرحها على المستهدفين، فاحدهم كتب على صفحته ان الباحث سأله " مرتك متزوجة"، واخر كتب فقط " انحصيت". ومن الطرف التي ترغرغ العيون دمعا ذلك الذي ساله الباحث عن اسم امه فرفض كشفه ولما سأله فيما اذا كانت له شقيقات فاجاب واحدة، ولما سأله عن اسمها قال فاطمة بنت مريم. والطرف توالت في هذا السياق، فاحدهم نشر عبر الواتس اب نكتة يقول فيها صاحبها " اذا كنت رجل متزوج على زوجتك بالسر وعندك منها اولاد .. اعمل حالك ميت يوم التعداد". واخر رأى ان عدد الاردنيين مجرد " جروب" واتس اب عند الصينيين الذين يزيد عددهم عن مليار و300 الف نسمة. ومن النكت " موظف من جماعة الاحصاء دق الباب وفتح له واحد محشش، فسأله الموظف .. هل انت من اهل البيت؟ فاجابه المحشش : لا .. من اهل قريش؟. اما اسئلة التعداد فجرى تداول نسخة منها ليلة بدئه، وروج من بحوزتهم انه تم تسريبها على غرار اسئلة امتحانات التوجيهي حتى يتمكن الاردنيون من تكييف الاجابة على استفسارات الباحثين والنجاح في الامتحان. وتوالت التعليقات على وسائل الاتصال الاجتماعي حول التعداد السكاني الذي كشف بان الاردني يمارس ما يطمح اليه في المجتمع الافتراضي ولكنه سرعان ما يعود الى تلك " الرزانة" المعروفة عنه في المجتمع الواقعي ويتكيف مجددا مع بيئته التي تعيده الى تلك الكشرة التي اشتهر فيها عند الشعوب الاخرى. في المجتمعات الافتراضية " سخسخنا من الضحك " الى درجة اقحام قاضي القضاة سماحة الشيخ احمد هليل في ثبوت رؤية هلال التعداد، وتبادل التهاني بان يمر كل عام والاردنيين معدودين. فنون وابتكارات في التفاعل مع الحدث، صحيح ان ظاهرها " ضحك وتنكيت" ولكن في باطنها من الرسائل ان الاردنيين خطيرين الى حد معرفة الباطن والمستور، وانهم " يغطرشون " ما دام ذلك يخدم الوطن ولا يعطل المسير. في التعداد، لم تزدحم الشوارع وابواب الاردنيين كانت مشرعة امام الباحثين والباحثات، ليقينهم بان هذا المشروع فقرة رئيسية في ان يكون الاردن دائما على قيد الحياة. ـ