فمة الاحتباس الحراري ... والانحباس الفكري !!!
تعقد اليوم قمة المناخ وحتى الحادي عشر من الشهر القادم بالجمهورية الفرنسية ... لمكافحة الاحتباس الحراري ... والانبعاث الكربوني الضار بالبيئة... وللحد من درجات حرارة الارض ولمواجهة كافة التغيرات بمجال البيئة ... نتاج عوامل التلوث واسبابها .
يلتقي زعماء العالم بما يقارب 150 دولة في ظل اجواء بيئية عاصفة وباردة ... الي حد التجمد ... وامطار غزيرة وفيضانات واسعة... أدت الي الغرق والتشريد ... وزلازل وبراكين تضرب اماكن عديدة ... في ظل كوارث بيئية ... تتعدي حدود وامكانيات وطاقات الدول ... لمعالجة اثارها ونتائجها ... مما يتطلب تجمعا دوليا للتعاون والمساعدة ... ومواجهة الاسباب والتخفيف من حدة النتائج المترتبة على هذا الخلل البيئي الكوني ... الملوث لحياة البشر ... وما يمكن ان ينتج عنه من اوبئة وكوارث وامراض مزمنة .
اجواء البيئة وتغيراتها... وما يترتب عليها من كوارث طبيعية ... وازمات مناخية ... تعيشها العديد من الدول نتيجة خلل بيئي ... وفعل انساني ... لتبقى البيئة ومتغيراتها وطبيعتها... ليست المتغير الوحيد... لتعكير اجواء وحياة البشرية ... ليظهر لنا ... ارهاب اسود ... وانحباس فكري ... وسلوك مرضي ... ومصالح ضيقة... امتلكت بعض الجماعات ... التي وجدت من يساندها ويدعمها لتنفيذ مخططات دولية ... ليبقى موضوع مكافحة الارهاب في مقدمة اولويات المجتمعين بهذا الحشد الدولي .
الاحتباس الحراري ... والانبعاث الكربوني ... ليس اكثر خطرا وتهديدا للحياة البشرية ... من الانحباس الفكري ... والتلوث الانساني ... والذي اصبح يقود بعض الجماعات الي القتل دون رحمة ... ودون هدف ... الا قتل الانسان وتخريب البلاد ... واثارة الفوضى.
العالم اليوم ... امام معضلة البيئة وازماتها ... وامام الارهاب وفكره المنحرف ... وسلوكياته التي لا تنسجم وفكرة الانسان ووجوده ... والحياة البشرية ومتطلباتها .
ما طرأ على البيئة من تغيرات وكوارث ... طرأ على البشرية بسلوكيات اجرامية واعمال ارهابية ... نتاج افكار منحرفة ... ومعتقدات بالية ... وسلوكيات مريضة ... اثارت اجواء الخوف والرعب وعدم الاستقرار بالعديد من الدول .
من عمل على احداث التغيرات البيئية الضارة بحياة الانسان ... عمل على احداث التغيرات الفكرية والسلوكية التي ولدت الارهاب ... لان من ضرب البيئة واجواءها ... ضرب الانسان وعلاقاته .
من هنا تكون المواجهة والمعالجة ... اذا ما كانت الارادة باتجاه بيئة نظيفة ... وانسان متوازن سيتحقق في ظل اجواء العدالة الاجتماعية ... الاقتصادية ... السياسية ... وليأخذ كل شعب حقوقه ... وليتحقق للجميع ... حريته وعوامل تنميته وامنه ... والا ... فأن خلل العدالة سيؤدي الي المزيد من الخلل الفكري ... والتلوث البيئي ... واستمرار خلل الانسان ... وما يترتب عليه من تصرفات وسلوكيات ... باتجاه البيئة ... والحياة البشرية ... وهنا سيكون الثمن كبيرا ... وفادحا ... وهذا ما لا نأمله .
الكاتب : وفيق زنداح