السياحة في الأردن ... أسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب!!

 موضوع السياحة في الأردن موضوع غريب عجيب ، فكل المسؤولين عن القطاع السياحي يتكلمون عن تشجيع السياحة واستقطابها، بخفض الضرائب عن المنشأت السياحية وتسهيل إخراج الفيزا لبعض الجنسيات المقيدة بالإضافة لتشجيع الاستثمار في قطاع السياحة من خلال بناء مزيد من الفنادق والمطاعم والمنشأت السياحية و فتح أسواق جديدة للسياح للقدوم الى الأردن .
ليعذرني صديقي وزير السياحة نايف الفايز وصديقي عبد الرزاق عربيات رئيس هيئة تنشيط السياحة ، على ما سأقوله عن السياحة و عن الإجراءات والقوانين وتنفيذها ولا أتكلم عن أشخاص.
يخرج علينا مسؤولي السياحة في الأردن كل فترة بتصريحات بأن الأردن سيستقبل عشرات الالاف من السواح من مختلف الدول و علينا ان نتهيئ لاستقبال هذه الاعداد ، فقد صرحوا سابقا بان مئات الالاف من السواح الصينيين سيزور الأردن و هذه التصريحات الصحفية هي أقرب للخيال فلم نشاهد أي سائح صيني أتى إلى الأردن منذ ذلك التاريخ .
و تكلم مسؤولي السياحة عن إستقطاب سياح من مختلف دول العالم بقصد السياحة الدينية الاسلامية والمسيحية و لكننا في الحقيقة لم نشاهد على أرض الواقع أي سائح في تلك المقاصد الدينية بإستثناء عدد بسيط جداً يأتي الى المغطس .
و تكلم المسؤولين عن إستقطاب لسياحة المؤتمرات وهذا النوع من السياحة يكبد الحكومة خسائر اكثر من المستفاد منها، فهم يأتون إلى الأردن وبالتعبير العامي- ماكلين شاربين نايمين- على حساب الحكومة أو الجهة الداعية وكله من أجل أن يقال عندنا سياحة مؤتمرات.
وقبل أيام خرج علينا مسؤولي السياحة بتصريح بأن الأردن سيستقبل عشرات الالاف من السياح الروس الذين غادروا مدينة شرم الشيخ السياحيه بسبب إسقاط الطائرة الروسية، وأن مقصدهم الأول سيكون العقبة، وخرجوا علينا بتصريحات صحفية بعدها بوصول طائرات وبواخر محملة بالسواح الروس، وفي الحقيقة هذه التصريحات هي من الخيال و مجرد كلام لا يمت للواقع بأي صلة ، فلم نشاهد أي سائح اوسائحة روسية لا بالعقبة ولا في أي مكان سياحي أخر.
وأسال هل يعتقد مسؤولي السياحة في الأردن أن السياحة في العقبة، هي مثل السياحة في شرم الشيخ؟!.
ماذا يوجد في العقبة ليستمتع بها السائح ، هل سيشتري المكسرات من محمص الشعب صنفها عاشر؟ أم سيشتري حرامات صينية صنفها عشرين؟!. مسؤولي السياحة في الاردن يبحثون عن إستقطاب السياح إلى الأردن وهم لم يجهزوا أماكن سياحية ترفيهية لهم وانا لا اتكلم عن اماكن مبيت .
يا حكومة لكل بلد ولكل سائح يأتي الى الاردن ، متطلبات سياحية ليستمتع بها وأهمها وسائل وأماكن الترفيه منها الملاهي الليلية و البارات و حرية التنقل في الاماكن السياحيه، فلا يجوز ان يتم توقيف سائح عائد الى فندقه الساعة الثانية فجرًا من قبل دورية شرطة ليطلب جواز سفره أو لفحص مستوى الكحول في الدم وهو يمشي على قدميه!.
ما يحصل في الأردن ياحكومة هو إنتكاسة حقيقية للسياحة إن كان في المطاعم والفنادق أو في كل الاماكن السياحية ، فمن أراد أن يشرب فل يشرب ومن لا يريد فكما يريد، وإن أخطأ فهناك قانون يحاسبه.
أنا أتكلم عن صناعة السياحة وعن تشجيع السياحة ولا أتكلم عن إنحلال أخلاقي أو فلتان لأن البعض ربما سيفهم هذا المقال بطريقة خاطئة، فالدخل من السياحة وصناعتها أهم وأكبر من دخل وصناعة البترول وهذا ما تنبهت له دولة تركيه الاسلاميه وفصلت السياحه عن الدين واصبح يزورها سنويا ملايين السياح من مختلف دول العالم بالاضافه لعشرات المليارات من الدولارات يدخلها سنويا، وكذلك فعلت مصر .
و قبل أن نضع القوانين التي تشجع على السياحة في الأردن علينا أن نثقف شعبنا ليتقبل السائح ، إن كان موظف المطار أو الجمارك أو سائق التكسي أو موظف الفندق والمطعم، فالسائح لا يتعامل مع وزير بل مع هؤلاء.
الموضوع طويل والألم كبير من ما نشاهده يومياً من ممارسات و تصرفات من البعض في المطاعم والفنادق والشارع لا تشجع على السياحة ابدا.
لذلك أتمنى على مسؤولي السياحة عدم إطلاق التصريحات الصحفية الخيالية بهذا الخصوص وادعو هيئة تنشيط السياحه و وزارة السياحه الى استثمار المبالغ التي تصرف على ترويج الأردن بالخارج ، بصرفها على تثقيف و تعليم شعبنا ما معنى كلمة سياحة وكيف نتعامل مع السائح قبل ان يتم إستقطاب السواح ، و فعلا ينطبق على مسؤولي السياحة والسياحه، في بلدي المثل المصري أسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب!