تركيا تحمي داعش!

الطائرة الحربية الروسية التي أسقطتها تركيا كانت عائدة من عملية ضرب قافلة صهاريج تنقل البترول إلى تركيا لصالح داعش ، فلا عجب إذا قامت المقاتلات التركية بإسقاطها دفاعاً عن داعش بحجة أنها تجاوزت حدود لواء الاسكندرون الجنوبية لمدة 17 ثانية.
هذه العملية ليست بنت ساعتها ، بل حدثت بعد تدبير وتخطيط ، ذلك أن تركيا هي الحليف الاستراتيجي لداعش ، فضلاًعن كونها الشريك التجاري المعتمد.
17 ثانية لا تسمح بتوجيه عشرة إنذارات خلال خمس دقائق ، وعلى كل حال فقد سقطت الطائرة في الأراضي السورية على بعد أربعة كيلو مترات من الحدود ، مما كان على الطائرات التركية أن تفهم أن الطائرة الروسية سمعت الإنذارات المزعومة واستجابت لها وخرجت من المجال الجـوي التركي ، ولا داعي لإسقاطها اكتفاء باحتجاج دبلوماسي عادي.
تركيا لجأت فوراً إلى حلف الأطلسي وكأن روسيا هي التي اعتدت عليها وأسقطت طائرتها ، فكان من الطبيعي أن يقابل الطلب التركي ببرود. وحتى الحليف الأميركي الذي صرف كلمات مجاملة لتركيا لم يزد عن إقرار بديهية وهي أن تركيا لها حق الدفاع عن نفسها ، تماماً كما أكد الرئيس الأميركي قبل ذلك أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها.
كل دولة لها حق الدفاع عن نفسها. المشكلة أن تركيا وإسرائيل ليستا في معرض الدفاع عن النفس. على العكس من ذلك فإن تركيا كانت في معرض الدفاع عن الإرهاب ، وإسرائيل في معرض الدفاع عن الاحتلال.
ينطبق على تركيا مثل الدجاجة التي حفرت وعلى رأسها عفرت ، فقد ردت روسيا بنصب قاعدة صواريخ هي الأكبر تطوراً في العالم بحيث تضع أجواء شمال سوريا وجنوب تركيا تحت المراقبة مع القدرة على إسقاط أي طائرة على بعد مئات الكيلومترات.
في التقاليد العربية أن الدولة أو المنظمة التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي تخرج بتهديدات تزعم أن ردها سيكون مزلزلاً ، ولكنها هي التي ستختار الزمان والمكان المناسبين ، ثم تنسى الموضوع. روسيا لم تهدد برد مزلزل في الوقت والمكان المناسبين ، ولكن ربما أن هذا ما سيحدث.
طائرات روسيا القاذفة ستقوم بمهماتها بعد الآن بحراسة طائرات مقاتلة ، وتحت مظلة صواريخ لا تخطئ الأهداف.