الدوري الانجليزي متعة كرة القدم

يثبت الدوري الانجليزي موسماً بعد آخر بأنه الدوري الامتع والافضل في العالم على كافة الاصعدة. فمن الناحية الاقتصاديّة يعتبر الاغلى في العالم٬ فعائدات النقل التلفزيوني وصلت في الموسم الحالي الى 6 مليارات جنيه استرليني سنويّاً٬ وهو رقم كبير وقياسي. واذا ما سلّطنا الضوء على القيمة الفنيّة لهذه المسابقة٬ فإننا نجد بأن غالبية الفرق حاولت استقطاب افضل اللاعبين في العالم مما اعطى المسابقة زخماً تنافسيّاً مثيراً لدرجة أنه لا يمكنك توقّع نتيجة اي مباراة حتى لو كانت بين المتصدر والمتذيّل لجدول الترتيب٬ ولكن هناك بالطبع فرق تمتعك بطريقة لعبها وخاصة الفرق الكبرى مثل: مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وتشلسي.

والمتابع لمباريات هذا الموسم يشاهد متعة الاداء وسرعته والابتكار في تسجيل الاهداف عند ثلاث فرق بالتحديد وهي: ارسنال ومانشستر سيتي وليفربول وهذا عائد بالطبع لعقلية المدربين وقدرتهم على توظيف ما يملكون من ترسانة لاعبين مهرة يعتبرون الاغلى قيمة ماديّة وفنيّة في العالم٬ بالاضافة الى سعي الاندية لاستقطاب خيرة مدربي كرة القدم. ولكن عند النظر الى التنوّع في اللاعبين من مختلف الجنسيات٬ فالملاحظ بإن فرصة اللعب المتاحة للاعبين الانجليز محدودة جداً٬ حتى انك في بعض الاحيان تشاهد فرقاً تخلو أو تكاد من اللاعبين المحليين٬ مما انعكس سلباً على المستويات والانجازات التي يحققها المنتخب الانجليزي في المنافسات الكبرى٬ وهي من السلبيات القليلة لنظام الدوري الانجليزي.

ومما لفت انتباه الجميع مؤخراً انضمام المدرب الالماني يورجن كلوب الى فريق ليفربول وهو ما اضفى حماساً اكبر لمشجعي النادي العريق٬ فهو كسب احترام الصحافة والجماهير واصبح محط الانظار حتى قبل ان يبدأ٬ لما يملكه من كاريزما قيادية وتواضع وحماس. واذا ما قارنا بينه وبين مورينيو فإن كلاهما مدرب على سويّة عالية ولكنهما مخلتفان فالاول متواضع (اطلق على نفسه المدرب العادي) والآخر متعالي (المدرب المميّز) ويثير المشاكل مع الصحافة ومدربي الخصوم وحتى مع لاعبيه والطواقم التي تعمل معه٬ وهو ما يفسّر التراجع المخيف الذي حدث لفريقة في الجولات الماضية من البريميرليغ٬ بعد الحادثة مع طبيبة الفريق والعقوبات التي طالته بعد تصريحاته المثيرة للجدل٬ وهما مثالين على النقيض من حيث عجرفة وتهوّر مورينيو وتواضع وهدوء كلوب.

عموماً الخلاصة بأن كرة القدم الانجليزية تمثّل صناعة ترفيهية تجذب افضل لاعبي كرة القدم في العالم٬ نظراً لارتفاع العائدات الماديّة للاعبين والاندية وحتى للاقتصاد المحلي هناك٬ وايضاً لحجم التسويق والاستثمارات الهائل في هذا المجال٬ ابتداءً من البنية التحتية من ملاعب ومنشآت وانتهاءً بالتسويق المثالي للتذاكر والنقل التلفزيوني. فهلّا بدأنا في الاردن من التعلّم من التجربة الانجليزية إبتداءً من تهيئة منشآتنا الرياضية ومروراً بالتنظيم الجيد والتسويق المحترف لعل ذلك يجلب جمهورنا المحلي المحلّي على الاقل لمباريات بتوقيت مثالي خلال عطلة نهاية الاسبوع٬ وبرمجة لا تضر بالاندية أو بمشاركات المنتخبات٬ بحيث يضيف ذلك بعض العائدات لخزائن انديتنا الخاوية التي تعاني من عدم القدرة على دفع رواتب اللاعبين؟ بصراحة اشك في ذلك فالموضوع ثقافة وأسلوب تفكير.