على الرغم من أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر انتشاراً وجماهيرية في العالم، فقدفشلت السينماحتى الآن في تقديم أفلام عظيمة فعلاً على صلة باللعبة، على عكس ما حدث مع الملاكمة في روائع مثل Rocky وRaging Bull أو كرة السلة مثل Hoosiers أو البيسبول مثل Bull Durham، وبالطبع كرة القدم الأميركية في العديد من الأفلام.

كرة القدم في المقابل لم تحظ بفيلم من هذا النوع، ربما لأنها أقل شعبية في أميركا وبالتالي غير لافتة لهوليوود، وربما لأسباب أخرى. وأغلب الأفلام التي تناولت اللعبة كانت أفلاماً خفيفة مثل سلسلة أفلام Goal أو Mean Machine.

لذلك فتلك القائمة ليست عن (أفضل) أفلام كرة القدم، ولكنها عن أفلام مهمة في المقابل دارت حول الحياة الحقيقة للاعبين أو مدربين أو شخصيات مهمة في تاريخ اللعبة:

هناك خصوصية شديدة في تجربة هذا الفيلم، وهي أنه ليس عملاً تقليدياً يتم فيه الحديث عن زيدان، بقدر ما يتحدث فيه زيدان عن نفسه داخل الملعب ــتصوير مباراة في الدوري الإسباني بين نادي ريال مدريد وفياريال يوم 23 أبريل/نيسان 2005، والعمل بالكامل هو الساعة ونصف الساعة التي تدور فيها أحداث اللقاء، عن طريق متابعة تحركات وانفعالات وخطوات ولعب زين الدين زيدان داخل الملعب.. من خلال 17 كاميرا سينمائية تقوم بتصويره!

لا شيء كبيرا يحدث، المباراة نفسها مباراة عادية وليست مصيرية بأي شكل، ولكن ذلك جزء من قيمة الفيلم وتجريبيته، ومتابعة كل حركة يقوم بها "زيدان" طوال 90 دقيقة هو أمر ممتع جداً ويخلق "بروفايل" حقيقيا للاعب يعتبره الكثيرون أفضل لاعب كرة في الـ30 عاماً الأخيرة.

هذا فيلم عن أشياء كثيرة إلى جانب كرة القدم، عنوان الفيلم مهم جداً.. الفيلم ليس عن "مارادونا".. ولكنه عن "مارادونا بواسطة كوستاريكا".. المخرج الصربي المهم الذي فاز بالسعفة الذهبية.

"مارادونا" بالنسبة لكوستاريكا يتجاوز كثيراً فكرة أنه لاعب موهوب، أو اللاعب الأعظم في جدل كرة القدم الشهير خلال القرن العشرين، ولكن الأهم أنه الصرخة السياسية والبروليتارية الأهم في ملاعب كرة القدم. الفيلم، الذي صور على مدار عامين، واعتمد على لقاءات عديدة بين "مارادونا وكوستاريكا"، فيه أحاديث عن السياسة والبلدان النامية أكثر من الحديث المباشر عن كرة القدم، ويربط ذلك بكيف كان "مارادونا" هو انتصار هؤلاء المقهورين على العشب الأخضر، خصوصاً مع الرابط الذي يظل ممتداً في الفيلم طوال الوقت عن هدف "مارادونا" في إنجلترا بكأس عالم 1986.. والذي يعاد بصورة كرتونية 5 مرات طوال مدة العرض.

المخرج الإنكليزي الشهير كين لوتش يحب كرة القدم، قدم خيوطاً درامية في أفلامه الأخرى على صلة باللعبة، قبل أن يقدم عام 2009 فيلماً روائياً من بطولة ومشاركة أحد أساطيرها. الفيلم هو عن ساعي بريد إنجليزي فقير تسوء حياته وعلاقته مع أسرته، وقبل أن تنهار الأمور يبدأ في تخيل ظهور إريك كانتونا، اللاعب الفرنسي وأسطورة مانشستر يونايتد خلال التسعينيات، في غرفته، يتحدث معه ويحاول تحسين الأمور.. والأهم بالنسبة لعشاق كرة القدم أن هناك حديثاً وثائقياً دائراً يتذكر فيه "كانتونا" حياته وأهم لحظات عاشها في الملعب. كاريزما إريك الرهيبة تقود الفيلم، والمشاهد التي يتحدث فيها عن ذكرياته كلاعب تخلق لحظات سينمائية بديعة فعلاً.

قد يكون هذا هو أفضل فيلم روائي عن كرة القدم! المخرج –الذي حصل على جائزة الأوسكار بعد عام واحد من هذا الفيلم ــ توم هوبر، يحكي قصة الـ44 يوماً الكابوسية التي قضاها المدرب الأسطوري "برايان كلوف" في ليدز يونايتد، بعد أن حقق لقب الدوري مع فريق صاعد من الدرجة الثانية مثل "ديربي كاونتي"، ملتقطاً لحظات النجاح والفشل والعاطفة والانتماء والصداقة والفارق الضخم بين أن تكون "بطلاً" وأن تكون "بطلاً محبوباً".

قد يكون هذا الفيلم هو أعظم فيلم رياضي لمشجعي ناد بعينه، عشاق مانشستر يونايتد يمكنهم أن يعيشوا هنا ساعة ونصف الساعة في الجنة! تتبع توثيقي للستة لاعبين الذين صعد بهم السير أليكس فيرغسون من أكاديمية مانشستر يونايتد عام 1992: ديفيد بيكهام، ريان غيغز، بول سكولز، نيكي بات، فيل وجاري نيفيل. اللاعبون الستة كانوا القوام الرئيسي للفريق الذي صنع مجداً استثنائياً في التسعينيات، وانتهى بالفوز بالثلاثية التاريخية.