الشيخ بلال الاغوات القيادي السلفي بالزرقاء يكتب : تكفيرية لا سلفية

   
image

 

(تكفيرية لا سلفية)

يعيش الأردن اليوم عموماً ،ومدينتي الزرقاء خصوصاً حدثاً كئيباً نتمنى أنه لم يكن ،وهي تلك الفوضى العارمة التي أحدث (بليتها)و (بلبلتها) فئام من حدثاء الأسنان ،سفهاء الأحلام، أدت إلى اشتباك مع رجال الأمن ، ووقوع جرحى ومصابين...ولنا مع هذا الحدث رسائل سريعة:-

1-الأولى رسالة إلى علماء الأردن ومشائخها.. نقول لهم إن الوقت قد حان ليخرج العلماء من مكتباتهم وكراريسهم، ليقودوا الناس في الفتنة الدهماء ،ففي الساحة اليوم كل الناس إلا العلماء ،السياسي حاضر، والإعلامي حاضر ،والحزبي حاضر، والعشائري حاضر، والعامي المسكين حاضر،لا يدري ما يفعل، وكلٌ يراهن عليه ويبيع ويشتري ،فأين العلماء ؟؟أين الفتاوى الجماعية التي تعصم الأمة؟؟أين الموقف الواضح لما يجب أن يكون عليه المسلم في الفتنة؟؟هل يجوز أن يترك شبابنا لقمةً سهلةً في يد تكفيري( أحمق)أو تفجري (أخرق)؟؟لقد رأينا كيف أن هيئة كبار العلماء السعودية وأدت الفتنة في مهدها؛لما وقفت بحزم في وجه دعاتها ومثيريها.فثقة الناس بعلمائهم أكبر من ثقتهم بالسياسي والإعلامي والحزبي...نريد فتاوى جماعية لعلماء الأردن ومشايخها على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم ،تجمع المسلمين ولا تفرقهم.

2-الرسالة الثانية إلى الإعلام عموماً والتلفزيون الأردني خصوصاً فمع ظهور بعض علامات التعافي والتحسن على التلفزيون الأردني، فإنه قد فجعنا وهو يكرر في تقاريره أن الذين أحدثوا فتنة الزرقاء هم السلفية!!!أقول إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ...السلفية يا صديقي بريئةٌ من هؤلاء الأغرار براءة الذئب من دم يوسف ،وذلك من وجوه:-

أولاً-اعلموا أن أكثر الناس حرباً على هؤلاء التكفيريين هم السلفيون، فقد ألفوا الرسائل الكثيرة ،والكتب الشهيرة في ذم منهج التكفيريين التحذير منهم، انظر مثلاً كتاب (صيحة نذير في التحذير من فتنة التكفير) لمؤلفه الشيخ على الحلبي أحد أبرز الشيوخ السلفيين في الأردن،كما أنهم أقاموا الندوات والمحاضرات والخطب في نقض بدعة التكفير ،وبيان عوارها،والتحذير منها،فكيف يحسب التكفيريون على السلفيين!!؟؟.

ثانياً:-التكفيريون أنفسهم يعتبروا السلفيين ألد أعدائهم ،فقد ألفوا رسائل في ذم علماء الدعوة السلفية الكبار( كابن باز، والألباني ،وبن عثيمين)، ومنهم من كفر هؤلاء واعتبرهم علماء سلاطين . وتنكيل التكفيريين بعلماء السلفية في الجزائر لا يخفى .وموقف زعامات القاعدة من شيوخ السلفيين معروفة، فكيف يحسب التكفيريون على السلفيين!!؟؟

ثالثاً-السلفية صفة مدح وثناء ،يُمدح بها العلماء الربانيون في قديم وحديث، ولو نظرت لكتب تراجم الرجال كسير أعلام النبلاء للذهبي وشذرات الذهب لابن العماد، لرأيت كثيراً ثناؤهم على عالمٍ أو محدثٍ أو فقيهٍ بقولهم (وكان إماماً ورعاً سلفياً يحب السلف).

كان الواجب على مذيعي ومعدي التقارير في التلفزيون الأردني أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون قبل أن يسيئوا إلى دعاة السلفية الذين هم غالب علماء ،وخطباء، وأئمة المساجد،وهم شوكةٌ في عيون أهل البدع قديماً وحديثاً. ولكن كما قال الأول

أوردها سعد وسعد مشتمل             ما هكذا تورد يا سعد الإبل

الرسالة الثالثة إلى رجال الأمن عموماً نقول: أثبتت أحداث الأردن أن جهاز الأمن الأردني راقي، وعظيم، وحضاري... واليوم كل أردني أشد ثقةً بإخوانه رجال الأمن الذين هم أبناؤنا وإخواننا، لا مرتزقة، ولا مستوردين ،سدد الله خطاكم ،وشافى جرحاكم ،وجعلكم سيوف الحق والدين ،والعين الساهرة على أمننا وأرضنا وعرضنا..

الرسالة الرابعة إلى هؤلاء التكفيريين أقول اتقوا الله في المسلمين ،اتقوا الله في وطنكم و أهليكم،أسأتم اليوم لكل صاحب دعوة إسلامية في البلد،فهذه (شِنْشِنَةٌ نعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمْ )كلنا نطالب بتحكيم الشريعة.. ولكن على وفق الشريعة ...

حمى الله الأردن قيادةً وشعباً وأمناً سداً منيعاً أبياً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.