الحلم الروسي..



مستلقٍ، في سريره الوثير، مخمورا مدحورا، يتقلب ذات كل الاتجاهات، والعقل الباطني يتمخض عن حلم، لو كان كان فلما لاعتبروه إباحيا ومنعوه من العرض في منطقة الشرق العربية، فهو خادش للحياء وللـ»حياد» العام، ولكل كرامات وحرمات الأخلاق والعقائد السائدة في الشرق الملتهب..

ماكسيموف؛ فقير روسي، يجود على أصدقائه دوما بحكاياته مع عشيقته «أولقا»، التي يقال بأنها روسية أيضا لكنها تتحدر من أصول شرق أوسطية، وكانت يوما تعتقد بدين سماوي، وذلك قبل أن يتم تدمير الشيشان ويتم ارتكاب المجازر بحق مسلمي البوسنة والهرسك، لكنها «أولقا» أصبحت أثناء «حلم»، في مرمى التحرش «الجوي»..

يقول ما كسيموف:
رأيت فيما يرى النائم الجاثم على كل الأرض، رأيت نفسي ممدا على ربوة غناء بهواء عليل، تشرف على ساحة مدرسة كان طلابها مشاكسين، وكانت «أولقا» تحدثني عن عضو»الكرملين» الذي نجح عن منطقتها للمرة الثانية، فقالت إنه كسب الرهان، حين حدثه مدير حملته الانتخابية بأن نسوة القرية النائية، لا يشبهن فتيات الليل في «موسكو»، ولا يمكن أن يصبحن وتحت وطأة الفقر «عاهرات».
فأجابه المرشح النجم:
ربما؛ لكن ماذا عن وطأة الفرح ؟! ..ثم قطعت «أولقا» الحديث، بعد أن رأت ماكسيموف يحدق بفتاة جميلة شبه عارية تمر بقربهما، فقالت بتشويق مثير:

هل تعلم بأنني أصبحت أملك القدرة في أن أطير..؟!

.. أنظر بعينيك، فإذا بها تحلق على علو يقدر بمئات الأمتار في السماء، فانتفض «ماكسيموف» الثمل، لكنها هبطت بسرعة ووقفت بجواره وقالت:
أرجوك ابق مستلقيا على ظهرك، وامسك طرف هذا الخيط، فعرف الخيط، وقال من أين حصلتي عليه؟ ..إنه خيط طائرتي التي كنت ألهو بها أيام الطفولة على الساحل المتجمد.
فأجابته :
تأمله جيدا ولا تنظر إلي.. قالت هذا وهي تنزع آخر قطعة من ملابسها، ثم ارتفعت في الجو عارية، تقول:
أرجوك؛ لا تترك الخيط ماكسيموف.. سألهو قليلا هنا، تشير بيدها من علو إلى ساحة المدرسة، وانظر كيف يصبح التحرش بي «جويا» هذه المرة..

تعالت أصوات وهتافات وتأوهات الطلبة المشاكسون في ساحات المدرسة، وهب نفر من المعلمين يكيلون الشتائم للفتاة العارية الطائرة، ويحاولون ببؤس أن يجمعوا الطلبة الذين فرقتهم أشعة الجسد الفتي العاري، الطائر فوق رؤوسهم..

لكنه ماكسيموف ارتعد شرفا وغيرة، واستند، ثم وقف على قدميه يكيل الشتائم للمدرسة «المنحلّة» ولطلابها ولإدارتها، شاكيا سوء أخلاق طلبتها، وبحركة آلية بارعة كان يلف خيط الطائرة الورقية الصبياني، كما كان يفعل في صغره حين تهب عاصفة تهدد طائرته الورقية، لكنه الآن يتصبب عرقا ويهيج غضبا و»شرفا» على كرامة وحرية وحق «أولقا» في اللهو، فهي طائرته المهيبة التي تحلق عارية على رؤس الأشهاد المشاكسين، لفّ الخيط بسرعة، وحين أصبحت أولقا على ارتفاع 20 مترا تقريبا، قالت له أغمض عينيك وعد الى الأرض مستلقيا، لا تنظر إلي «سوءتي» حين أهبط فأنا عارية تماما، وسرعان ما ارتدت ملابسها، ثم استأنفت الحديث:

إحزر من ربح الرهان؟! ولم تنتظر الإجابة، وأكملت «الوشاية» :

.. ليلة إعلان نتائج الانتخابات، كان المرشح الذي فرغ للتو من الاستحمام، يقف عاريا في منزله، الذي يقع على مسافة عشرات الأمتار من مقره الانتخابي الذي يعج بنسوة القرية الثملات، وفي هذه اللحظة كانت نتائج الفرز تظهر للناس من خلال التلفاز، نجح المرشح وللمرة الثانية، فماج المقر الانتخابي بصراخ النسوة الفرحات، وتراكضن متراقصات الى بيت المرشح، وفتحن الباب بشكل جماعي، فإذا بالمرشح يقف عاريا في وجوههن..وصمتت «أولقا».
قال ماكسيموف :
إذا هو كسب الانتخابات والرهان، لكن ماذا فعلت به النسوة، هل...!.

أجابته: بل خسر حياته، فالنسوة لم يتوقفن عن اغتصابه حتى الصباح!.

وبدلع مصطنع قالت : إخرس ماكسيموف، لن أصف شيئا عن عملية الإغتصاب الجماعية..فأنت تعرف ما تفضله النساء في جسد نجم سياسي عار من كل ستر.

وانتهى الحلم هنا تحديدا، أعني حين استيقظ «ماكسيموف» بعد سقوطه عن سريره الوثير، فأدرك أنه كان يحلم حلما إباحيا، ثم قهقه ضاحكا وغنى بأعلى صوته :

«سوريا» يا حبيبتي..أعدتي لي كرامتي ..أعدتي لي هويتي.