فلسطين: يحسبونها إرهاباً.. وهي تحرير!

مع ما جرى في الأسبوعين الماضين من تفجيرات، وخصوصاً في شرم الشيخ وباريس والعريش وتونس وسوريا ومالي، وغيرها، والشلل الذي وصل عواصم الدنيا بإلغاء الرحلات، والتحذيرات من التنقّل بين كبريات المدن العالمية خصوصاً مع عيد الشكر، مع كلّ ما جرى ويجري، نقول:
نجحت إسرائيل في وضع الانتفاضة الفلسطينية ضمن سياق الإرهاب، في الإعلام الغربي المؤثر، وساعدها على ذلك الرئيس أوباما بتصريحاته، وللأسف فقد ساعدها العرب بوضعها خبراً أخيراً في نشراتهم الإخبارية، وأكثر من ذلك، فقد ساعدها الزعماء العرب بعدم التضامن معها.
ما علينا، فهذا قدر القضية الفلسطينية منذ وُجدت، وهذا قدر الفلسطينيين منذ هُجّروا من أوّل قرية، مروراً بجغرافيا حقد تحتلّ مساحات أرضهم في كلّ يوم، وكان عليهم أن يتعاملوا مع تناقضات العالم ليصبح ملفّهم العادل في الأدراج التي تنتظر، وتنتظر، وتنتظر، وما بدّل العالم تجاهله، ولكنّهم لم يبدّلوا تبديلاً في التذكير بقضيتهم.
فلسطين، الآن، كما كانت على الدوام، في لحظة حرجة، ويقول بعض أصحابها بتوقيف الثورة لأنّ الغرب يحسبها أمام العالم إرهاباً، ويقول البعض الآخر باستمرارها لانهم يحتسبونها عند الله والدنيا العادلة مقاومة من أجل التحرير، ولهذا فعلى الانتفاضة أن تستمر لأنّ فلسطين هي الباقية، والآخرون ذاهبون، والأمر، في آخر الأمر، صبر ساعة قصرت أم طالت.