حادثة اسقاط الـ«سوخوي 24» رسائل ودلالات!!

في صبيحة اليوم التالي لزيارة الزعيم فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي الى ايران، والمشاركة في قمة الغاز وتقديمه نسخة خطية قديمة جداً من القرآن الكريم الى المرشد الاعلى للثورة الايراني خامنئي بما تحمله هذه الزيارة من رسائل ودلالات جاء الرد سريعاً وهذه المرة عبر بوابة أنقرة. كان رد أنقرة بعد التشاور مع حلف الناتو حكماً هو اسقاط طائرة السوخوي الروسية عبر طيارة ال ف 16 الامريكية على الحدود الفاصلة بين تركيا وسوريا وقبل عدة كيلومترات من الحدود التركية. جملة الرسائل التي حملتها زيارة الزعيم بوتين الى إيران سواء على الصعيد المحلي أو الاقليمي والدولي، حركت دوائر القرار الامريكي الاوروبي فدفعت نحو قطع التيار الكهربائي عبر اوكرانيا عن منطقة القرم الروسية و تزامنت مع حادثة اسقاط الطائرة السوخوي التي لم يثبت انها اخترقت الحدود التركية لذا سارع « الناتو» على عجل لاجراء مشاروات في اعقاب حادثة الطائرة عند الساعة الخامسة من مساء يوم امس الثلاثاء. وفي الوقت الذي نفت فيه الدوائر الروسية حسب المعلومات الاولية حادثة اختراق الاجواء التركية بادرت تركيا الى الاعلان عن توجيه عشر رسائل الى الطائرة الروسية. المشهد يزداد تعقيداً وسخونة الاحداث تأخذ منحى مختلفا بما يرفع من وتيرة التوتر الاقليمي في المنطقة بصورة تحمل معها الكثير من الدلالات والرسائل، الى أين تسير الاحداث لا نستطيع الان أن نقدم تصوراً او سيناريو محددا لما يمكن توقعه لكن علينا أن نترقب الايام القادمة التي ستكون حبلى بالمفاجات والتصاعد وصولاً الى مرحلة حافة الهاوية. لا يمكن لروسيا أن تصمت على حادثة الطائرة الجديدة بعد حادثة سيناء ولا يمكن لروسا أن تسمح لدول حلف «الناتو» نحو جرها الى استحقاقات سريعة جراء تقدم روسيا الى اعادة التوازن العالمي وانهاء حركة القطب الواحد، لذى كان الوصف الاولي الذي اطلقه الكرملين» للحادثة بأنها حادث خطير جداً»ساعات وساعات تتسارع لكن المشهد الدولي يزداد هلعا لذا سارع الرئيس بوتين للقول خلال استقباله لجلالة الملك عبدالله الثاني «بأنها طعنة في الظهر من قبل داعمة للارهاب». كلمات قليلة تلك التي قالها الرئيس بوتين لكنها كفيلة باطلاق دلالات مهمة وتحمل صورة مبكرة عما يمكن أن تسير عليه التطورات. نعم المشهد يزداد تعقيداً والصورة تحمل كل التلاوين منها الاسود والرمادي وما بينهما ننتظر ونرى ما تكشفه الايام القادمة، التي حتما ستكون حبلى بالمتغيرات على أكثر من صعيد...! -