جهد ملكي دؤوب تعزيزاً للعلاقات وبناء ثقة لمواجهة التحديات
أخبار البلد - بقلم نقيب الصحفيين طارق المومني
يبدأ جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم زيارة هي الثانية إلى روسيا في غضون ثلاثة أشهر، اذ يلتقي جلالته الرئيس فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، في اطار الجهود والزيارات الملكية المكثفة إلى عواصم صنع القرار، دفاعاً عن المصالح الاردنية، وبحث ما يشهده الاقليم من تطورات على غير صعيد سواء بالنسبة لمحاربة الإرهاب والتطرف والاوضاع في فلسطين المحتلة، أو ما يدور في الافق من بوادر لحل سياسي للازمة السورية، الذي كان الاردن أول من دعا له منذ بدء الأزمة قبل اكثر من خمس سنوات.
ويسعى جلالته الذي تحظى اراؤه بقبول واهتمام في سلسلة زياراته المكثفة مؤخراً الى ضرورة العمل سويا والتمهيد لنهج شمولي اوسع في التعامل مع التحديات الراهنة، ويرى في الدور الروسي فرصة حقيقية للحل في سوريا، وتوفير ضمانات للنظام في دمشق، ومن ثم التحرك لمواجهة خطر الارهاب والتطرف الذي دق باب اوروبا فضلاً عن المنطقة وهو ما كان حذر منه الأردن مبكراً.
ويؤسس الجهد الملكي إلى الدفع باتجاه تنحية الخلافات جانباً وبناء نوع من الثقة والدفع باتجاه الحل السياسي في سوريا ليتواصل الجهد بعد ذلك لمواجهة ما نشهده من «حرب عالمية ثالثة» والتعامل مع التهديدات في افريقيا وليبيا، والجماعات الارهابية التي تتشابه فيما بينها مثل بوكو حرام وحركة الشباب، وغيرها من خوارج العصر الذين يهددون الامن والسلم العالميين، الى جانب الضغط على اسرائيل لانهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبار أن هذا الاحتلال هو أصل الارهاب والتطرف، وهو ما يزعج اسرائيل.
المصالح الاردنية حاضرة في مجمل اللقاءات وشرح ابعاد معاناة المملكة جراء استضافة اللاجئين في ظل تخلي المجتمع الدولي عنها، والبحث عن توفير حزمة اقتصادية مستدامة وطويلة المدى باعتبار ان الاقتصاد كما يرى جلالته يشكل نقطة الضعف.
هذه اللقاءات حول التحديات الراهنة وما سبقها من لقاءات عقدها جلالته في مقر اقامته في نيويورك في شهر ايلول الماضي على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في عيدها السبعين التي تجاوزت «33» اجتماعاً ولقاءً مع ملوك ورؤساء دول ورؤساء وفود مشاركة في الاجتماعات في ستة أيام والتي جاءت تقديراً لرأي جلالته ودوره وحكمته في التعامل مع الاحداث ورؤيته الثاقبة لها، ما اكسبه سمعة ومكانة دولية ورأي يعتد به، وتقييماً دقيقاً للأوضاع وحلولها ودائماً مصالحنا الوطنية حاضرة فيها.