السلفية
التكفير والقتل للتقرب إلى الله !
عاطف عتمه
كنت قد عملت على متابعة اعتصامات الحركة السلفية الجهادية صحفيا وكتبت منبهرا بأسلوبهم التنظيمي الديمقراطي الجديد الرائع في اعتصاماتهم ! وليس فكرهم ودعواتهم التي يستحيل تطبيقها ! وكنت اعتقدت أن تحولا في فكر الجماعة قد حصل وهي طفرة نوعية سرعان ما تبددت اعتقاداتي هذه بعد اعتداءاتهم على رجال الأمن في الزرقاء قبل يومين .
وبالرغم من تأكيد الشيخ علي الحلبي براءته من أعمال السلفية التكفيرية الجهادية وإنكاره نسبتها إلى السلف في بيانه الأخير الذي قراه على الناس ، لكننا ما اقتنعا بالبراءة التي أعلنت ، لان تلامذته المنتشرين هنا وهناك يتبنون فكر التكفير رغم إنكارهم فكر التكفير الذي تنتهجه جماعة السلفية الجهادية شكليا !
نسمع من الجماعة "السلفية " دعوتهم إلى عدم موالاة الأنظمة والنظام الأردني ودعوتهم لإنهاء وجود الأجهزة الأمنية والدعوة لفكفكتها وهم بهذا يدعون إلى انعدام الأمن والفوضوية ، وهي بهذا بطبيعة الحال تعمل لجعل مناطق رخوة أهدافا لتفجيراتهم كما حصل في أحداث تفجيرات الفنادق المؤلمة .
إنني أرى أن كل السلفية حتى بعد انقسامها تصب في بوتقة هدف التكفير والدماء والدمار وبالنتيجة نلاحظ أن جماعاتنا الإسلامية تتداخل وتختلط أوراقها وفكرها في نهاية المطاف وتتجه إلى خط السلفية الجهادية التكفيرية ذلك أن مصدر علومهم واحد ، وما تناقلته الأخبار من نصرة بني رشيد للجماعة وتأييده لضرب رجال الأمن خير شاهد .
لقد كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر نقلة على مستوى فكر الجماعة السلفية الجهادية وتهللت له كل الجماعات الإسلامية وباركته رغم كون حقيقة برزت أن الفعل بأيدي لحى مسلمة وبتخطيط حاخامات الصهيونية ، وأصرت جماعاتنا أن خيبر فتحت بقتل المدنيين والأبرياء ،وأغلقت الجماعات أبواب الإسلام السماحة والرحمة واعتنقت القتل والبغضاء ، وانطلقت الجماعات بدين جديد وأخذت تتحدث في قضايا جديدة على صعيد النقاشات الفكرية والفقهية مثل "قتل المدنيين" في مجتمعات الكافرين، و"قتل السياح ومن في حكمهم من الأجانب غير المقيمين في بلاد المسلمين".. و"مفهوم التمترس"، وهو"تجويز قتل بعض المسلمين الأبرياء إذا كان ضرب الكفار لا يتأتي إلا بذلك، لأنهم يتمترسون بهم- أي يتخذونهم دروعا"
هذه قضايا يؤمن بها التيار ويتبناها .
إعادتنا السيوف وأدوات القتل ومناظر الدماء التي حملها أنصار التيار في الزرقاء إلى سنوات سبتمبر والفنادق وقدمت مسوغ استعمال العنف الخشن للحكومات على طبق من ذهب ،
يجب عدم السماح لهؤلاء النفر من الجماعات " السلفية " ومن يلتف حولهم ممن ينخرون المساجد في كل مكان ويعيثون تخريبا في عقول الشباب والأطفال ، يجب عدم السماح لهم بإفساد مسيرتنا الديمقراطية السمحة ، الأهم في الأمر أن جميع المصادر المتوفرة تدعو إلى نفس الفكر السقيم وترفض أي مراجعة تنقض فكر التكفير ومن ذلك كتاب مراجعات في الفكر الإسلامي للمفكر السوداني النيل أبو قرون وخاصة ما ذهب إليه المؤلف في مراجعاته من أن الدين الإسلامي قائم على فكرة عدم الإكراه من جهة وفكرة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " !