نعم.. اسمها فلسطين وليس إسرائيل

أخبرتنا وكالات الأنباء وأشرطة الفيديو، أن ربان الرحلة الجوية 3316، التابعة لشركة "أفيرا "الإسبانية، التي وصلت يوم الأربعاء 28 تشرين الأول (اكتوبر)، تل أبيب قادمة من العاصمة الإسبانية مدريد، قال أثناء هبوطه في تل أبيب، "المسافرون الأعزاء لحظات وتهبط الطائرة.. أهلا بكم في فلسطين"، قالها باللغتين الإسبانية والانجليزية.
بطبيعة الحال، أثار ما قاله ربان الطائرة الكيان الصهيوني، الذي قدم رسالة احتجاج لشركة الطيران، وللحكومة الإسبانية، فيما عبر الربان عن إيمانه بما قاله، وتمسكه بموقفه، معربا عن رفضه لموقف الكيان الصهيوني، ومؤكدا أنه فخور بما فعل، وانه سيحدث احفاده عنه.
ركاب الطائرة وجهوا عبارت نابية، وشتموا الطيار وافراد الطاقم، مستغربين أن يتم استبدال اسم "إسرائيل" بفلسطين من قبل طيار إسباني، فيما بعض العرب يستخدمونها.
استذكرت حادثة الطيار الإسباني الشجاع، وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يقاوم أدوات البطش الصهيوني بشكل يومي بجسد عار، وأنا غير مصدق لما ورد في كراس التعداد السكاني، الذي تعتزم دائرة الإحصاءات العامة القيام به في الثلاثين من الشهر الحالي، وحالة الشد والجذب التي أثيرت حوله، من قبل معلمين ونقابيين، ولجان مقاومة تطبيع وأفراد، إثر ورود اسم الكيان الصهيوني (إسرائيل) بديلا عن كلمة فلسطين في إحدى الكراسات، والذي أعلن لاحقا عن تراجع الإحصاءات عن ذكر اسم إسرائيل فيه.
فالكراسات التي تم إعدادها للتعداد السكاني للعام 2015 تضمنت الطلب من الباحث في حال ثبوت إقامة الأم وقت ولادة الفرد في أحد التجمعات السكانية في فلسطين: الضفة الغربية مثل (بيت لحم، الخليل، نابلس، رام الله...) يتوجب في مثل هذه الحالة تثبيت اسم الدولة (الضفة الغربية).
بالمقابل طلبت المادة الثانية من الكراسة الطلب من الباحث، في حال ثبوت إقامة الأم وقت ولادة الفرد في مناطق فلسطين/ 1948، مثل (تل أبيب، الناصرة، اللد، يافا، حيفا...) الاختيار في مثل هذه الحالة اسم الدولة: 48/ إسرائيل.
شخصيا لا أعرف لماذا التزمت دائرة الإحصاءات الصمت طوال الفترة الماضية، ولماذا لم تبادر فورا بالاعتراف بخطأ ما جرى، وتستخدم اسم فلسطين في التعداد، بديلا عن الاسم الذي استخدمته، ولم تدخل الجميع في جدل عقيم، وهي تعرف أن الشعب الأردني بأغلبه يرفض وجود الكيان الصهيوني.
فأجداد، وآباء المقصودين بالتعداد المقبل هم فلسطينيون، خرجوا من فلسطين، كل فلسطين، ولم يخرجوا من أي مكان آخر، وهم أيضا، سواء أقاموا في حيفا أو قرى الخليل أو طبريا أو يافا أو اللد أو الرملة، أو بئر السبع، أقاموا في مدن فلسطينية الهوية والتراب والهواء، ولم تكن إقامتهم يوما على أرض تعود لغيرهم، ولم يحتلوا مزارع وأرض شعب غيرهم، وإنما جاء من اعتدى عليهم، وعمل بهم قتلا وتدميرا وحرقا ومذابح وهدم بيوت، تحت نظر العالم أجمع.
كل التحية، لموقف المواطن الأردني الرافض لأي تغيير لاسم فلسطين، بأي أسماء أخرى مصطنعة، أسماء يريدونها أن تصبح عادية على الأذن والسمع، وأن تصبح متداولة في بيوتنا وعلى ألسنتنا باعتبارها موجودة وقائمة.
حتى الآن لم أعرف الهدف، الذي كان يرتجى من استخدام إسرائيل بديلا عن الاسم الحقيقي، وهو فلسطين في التعداد، فهذا لا يستقيم في ظل توحش صهيوني، ورفض يومي للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض مستمر لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وعبث هذا الكيان يوميا بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والإنسانية، وسجنه للأطفال والنساء وإعدامه للناس على الشبهة.
بطبيعة الحال، نحن كأردنيين من شتى أصولنا ومنابتنا ومشاربنا، ما نزال نعتقد أن الكيان الصهيوني يحتل أرضا غير أرضه، وأن سلامه مجرد أوهام، أما أولئك الذين يريدون منا أن نعتاد على ورود اسم الكيان في بيوتنا، فإنهم قطعا واهمون، ونقول لهم فلتعلموا أن اسمها فلسطين وليس إسرائيل.