د. عبد الله الزعبي: الرؤى والبحث العلمي يصنعان مستقبل الاوطان

اخبار البلد-
يتصف مدير عام صندوق البحث العلمي الدكتور عبد الله الزعبي بالمثابرة.. وحكمته المفضلة من سار على الدرب وصل.
يتصف بالصراحة والوضوح، ولا يرى من موقعه غضاضة في كيل النقد أو التقدير لمن يستحقه.


أمن منذ نعومة اظفاره بالتعليم، وتدرج في مسالك العلم حتى حاز الدكتوراه، وقد استوقفته مقولة الكسندر دوما، "كيف يكون الأطفال في غاية الذكاء والرجال في غاية الغباء؟ لا بد أن السبب هو التعليم"، لذا ينصب جهده على تحسين نوعية التعليم.
اختياره مديرا عاما لصندوق دعم البحث العلمي لم يأت من عبث، فقد اهلته شهااته وخبراته العملية لذلك المنصب، ويعد بحق " الرجل المناسب في المكان المناسب".
حين جاء تصنيف الجامعات الدولي، لم يسكت عل المكانة المتواضعة التي حازتها جامعات اردنية، ولا على الرقم 18 الذي حازته الجامعة الاردنية " وهو الامر الذي لا يعد انجازا ولا يضع الجامعات الاردنية والبحث العلمي على خارطة الطريق العالمية، وهو الذي يعكس تراجعا واضحا في سلم التعليم العالي الأردني"". وفق قوله. وردت عليه الجامعة الاردنية مشيرة الى عدم دقة المعلومات المتوافرة لدى مدير عام صندوق البحث العلمي، وقالت إنها "أخذت جانبا واحدا من التصنيفات العالمية لتعطي معلومات مغلوطة في هذا الشأن".. لكن المشكلة لم تحل!.
بالنسبة الى الزعبي الزعبي فان المشكلة التي تعيق عملية إجراء البحوث " ليست في التمويل بل في عوامل عديدة منها فقدان الثقة بين المراكز البحثية والجامعات،وغياب ثقافة البحث العلمي وضعف البيئة البحثية وقلة التشاركية من حيث المرجعيات والعزوف عن إجراء البحوث الجيدة بسبب الخوف من الفشل".

مؤخرا رفض الدكتور الزعبي المزاعم بارتفاع أكلاف انشاء "حاضنات أو حدائق" علمية تكنولوجية في الجامعات والكليات الاردنية تكون نواة لرعاية العمل الابداعي والابتكاري.
وقال ان فوائض البحث العلمي المخصص للجامعات الرسمية خلال عامي 2010 و2011 تقدر بـ"9 ملايين دينار لم تستفد منها الجامعات الرسمية"، لافتا إلى أن حجب جائزة البحث المميز في قطاع العلوم الانسانية هذا العام كان بسبب "أنه لم يتقدم أحد".
ومن اراء الدكتور الزعبي ان التعليم العالي يعتبر العمود الفقري في تقدم الدولة وحماية أمنها القومي ولازدهارها الاقتصادي، ولقد خطى الأردن خطوات طيبة في هذا المجال منذ عقود من الزمن ووضع خططه لتطوير قطاع التعليم العالي بهدف تحقيق التنمية المستدامة، حيث انطلقت مسيرة التعليم العالي في الاردن منذ خمسة عقود إذ كان الهدف توفير العدد الكافي من حملة الشهادات الجامعية لسد العجز في وظائف القطاع العام وإن الاستمرار في هذا التوجه رغم وجود ما يزيد عن (30) جامعة في الأردن في القطاع العام والخاص يضاف الى ذلك كليات المجتمع والتي تزيد في عددها عن (60) كلية تكرر نفسها في التخصصات والمناهج أدى الى تراجع هذا القطاع الحيوي.

ومنذ توليه منصبه حقق الصندوق العديد من الالانجازات التي يعتز بها، فقد قدم الصندوق دعما لبحوث علمية بلغت 280 مشروعا بحثيا وبقيمة مالية قاربت 20 مليون دينار، ومن حيث تقديم المنح لطلبة الدراسات العليا المتفوقين في الجامعات الاردنية بلغ عددها 422 منحة على مستوى الماجستير والدكتوراة ودعم المجلات الاردنية المحكمة البالغ عددها 22 مجلة ودعم برامج وطنية مختلفة منها انشاء مركز الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتكنولوجيا النانوية، وتقديم دعم للمؤتمرات التي تعقدها الجامعات الاردنية ودعم مركز التميز لقواعد البيانات بمبلغ مليون دينار وغيرها من البرامج المختلفة. 

الدكتور الزعبي الذي قاد عبر سنوات مشاريع علمية مهمة ، ما زال يتطلع الى المزيد من البحث العلمي والمشاريع.. لأن الرؤى والبحث العلمي يصنعان مستقبل الاوطان.