هزيمة امنية في الزرقاء

هزيمة أمنية في الزرقاء

فايز شبيكات الدعجه

أعلن مدير الأمن العام بأنه يتحمل المسؤولية عن نتائج الأحداث التي وقعت في مدينة الزرقاء وأدت إلى إصابة أكثر من ثمانين شرطيا حالة بعضهم حرجة ,وشرح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدة عقب الأحداث تفاصيل دقيقة لكيفية وقوعهم فريسة سهلة لمجموعة السلفية التكفيرية التي جاءت من كل فج عميق ,ووصف بإسهاب عملية تلقيهم للطعنات المكثفة وقد جردهم حتى من الترس وخوذة الرأس  التي تقيهم من الضربات اللئيمة ومن كل وسائل الدفاع عن أنفسهم وعن المواطنين  قبل زجهم في مواجهة هذا الواجب المميت ما أغرى العصابة بتوجيه مزيدا من الطعن, بدليل انه لم يتحدث عن أي إصابة في صفوف المعتصمين ,معللا ذلك بأنه تطبقا لمفهوم الأمن الناعم الجديد ,ويعني به  تخلى رجال الأمن عن حماية أنفسهم لصالح حماية المواطنين فقط ,متجاهلا معنى الحكمة القائلة أن فاقد الشيء لا يعطيه ,وجاعلا سلامة رجالة حقل تجارب لهذا المفهوم الدخيل, ويبدو أن فترة الأشهر التي قضاها الرجل مديرا للأمن العام لم تمكنه تعلم (أليف باء )العمل الشرطي , واستيعاب بديهيات التعامل مع عصابات الإجرام, فاخذ يخلط بين مفاهيم اللين والضعف وبين القسوة والحزم ,وما قدمه من مبررات هي بمثابة عذر اكبر من ذنب .

وفي تحليله الصادق لأسباب الهزيمة وعمق جراح مرتباته أكد انه كان يعلم بحمل المعتصمين لأدوات حادة بقصد استخدامها في الاعتداء على الشرطة ,لكنة لم يكن يعلم أنها على هذه الدرجة من الخطورة ,مضيفا  انه لم يكن يتوقع انتقال المشاغبون إلى مكان آخر لاستئناف الاعتداء والعنف ,وإعمال السيف بأجساد رجاله العزل ,ثم انه لم يكن يعرف طبيعة المعتصمين , واكتشف متأخرا أن السلفيون بيتوا الاعتداء على رجال الأمن, وكان تحليلا سليما وفر علينا عناء البحث وتقصي أسباب الفشل الذريع الذي منيت به قوات الأمن في الزرقاء ,وعلى ذلك الاكتشاف المتأخر لم تكن الاستعدادات كافية, وكان أفراد الأمن يتلقون السكاكين والعصي بأيديهم في مشهد إدانة من العار عرضة على المشاهدين  .  

كانت أبصار المواطنين شاخصة وهي ترقب مشاهد غرز الخناجر بأجساد أبنائهم في اهانه غير مسبوقة تعرض لها الوطن, والتصريحات الصحفية  حاولت وضع غشاوة على أعين الناس لنقل صورة معكوسة لحقيقة الموقف ,فلو كانت الإجراءات صحيحة  والاحتياطات كافية لما أصيب هذا العدد الهائل من رجال الأمن ,والخطأ الذي أدى إلى هذه النتيجة الكارثية  لن يمر دون حساب ,والتصريح بتحمل المسؤولية يؤخذ على محمل الجد ,ويجب أن يترجم إلى واقع, وأول خطواته تقديم الاستقالة والتنحي الفوري عن قيادة جهاز الأمن العام ,وهو التزام بالوعد ,وموقف مشرف سوف  يسجل لرجالات الأردن ,وإضافة جديدة للوحة الشرف التي تزدان بصورة أبيه دولة الشهيد هزاع ألمجالي رحمه الله  .