اسرائيل وراء ضربات باريس الارهابية

هي الحقيقة. التي دفعت وسائل إعلام الدولة الصهيونية المحتلة لفلسطين، أن تشن حمل إعلامية ضد وزيرة خارجية السويد، «مارغوت والستروم»، وتتهمها بمعاداة السامية وسلسلة من التهم التي لا تنتهي، وذلك بعد تصريحها الجريء عقب تفجيرات باريس الارهابية ( اسرائيل تقف خلف تفجيرات باريس) وزادت (القمع الصهيوني غير المبرر للفلسطينيين من قبل اسرائيل هو السبب الرئيسي للتطرف الاسلامي). قبل وأثناء وبعد أية عملية ارهابية أو عملية مقاومة مشروعة، يظهر الخطاب الصهيوني متزامنا وموازيا لأي حدث من هذا النوع، ويحمل كل الإشارات والاتهامات للمسلمين وللعرب وللمنطقة حول فلسطين المحتلة، بأنها مصدر الارهاب في العالم، وأن الدولة الصهيونية المحتلة هي الوحيدة التي تقف ضد هذا الارهاب، وتحمي اوروبا من خطره، وأنها تعاني على مدار الساعة من الارهاب داخل الأراضي التي تحتلها علاوة على الخطر الذي يداهمها من خلف الحدود، وسرعان ما ينطلق ماراثون الرأي العام العالمي بحمل الحديث الاسرائيلي الى المشهد الدولي، وتغرق الاجراءات الدولية لمكافحة الارهاب بالخطاب الصهيوني ومفرداته، وبالنتيجة تربح الدولة الصهيونية الارهابية الجولة لصالحها، وتخسر اوروبا بعد خسران كبير للقضية الفلسطينية وللعرب وللشرق الأوسط. وزيرة الخارجية السويدية، وبتصريحها المذكور قلبت الطاولة على نتنياهو وعلى الدولة الارهابية المحتلة، حين اهتم الرأي العام بهذا التصريح الاوروبي، ودفع بالقضية الفلسطينية الى المشهد، أو على الأقل قلل من فرص الدولة الصهيونية في توظيف الحدث، حيث سارعت لتضخيمه حسب خطابها المعروف للتغطية على جرائمها ىضد الشعب الفلسطيني، والمنقولة على الهواء مباشرة.. لا اهتمام ولا ذكر لموقف وزيرة خارجية السويد في وسائل إعلامنا العربية، بل إن الخطاب الصهيوني بمفرداته العدائية للاسلام وللحق الفلسطيني، هو المسيطر على أغلب ما تنناقله وسائل الاعلام العربية، وكذلك تصريحات أغلب القادة العرب حول العمليات الارهابية في باريس ومالي كذلك. ليس مطلوبا مني ولا من أي صحفي عربي أو كاتب رأي أن يؤكد الرواية (الارهاب هو إجرام بشع والإسلام لا علاقة له بما يجري)، فكل الارهاب والتطرف الدموي جرائم، ولسنا في موقع اتهام لنحمل الخطاب الصهيوني أو الغربي كما هو، ونتناسى أسباب هذا التطرف والغلو والارهاب الضارب في مختلف أصقاع العالم، ولا يجب أن نتناول هذا الحديث الا كما تتناوله وزيرة الخارجية السويدية، التي تتعرض لهجمة صهيونية شرسة دونما اهتمام من الضحية (العرب والمسلمين). هذه شخصية سياسية اوروبية تتحدث عن الحقيقة الغائبة عن الذهنية الاوروبية، ويكون الكلام مؤثرا حين يصدر من شخصية سياسية في هذا الموقع الديبلوماسي، لكن الأردن فقط، ومن خلال الخطاب السياسي والديبلوماسي الذي يقدمه جلالة الملك عبداللة الثاني وعلى الدوام، يمثل الرواية الكاملة لمسألة الارهاب والتطرف والعنصرية، ويقدم أسباب التطرف والتطرف المضاد، ويشير دوما الى الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وضد الأديان والمقدسات، ويقدم الحلول للعالم المنهمك في حربه العالمية الثالثة.. في لقائه مع محطة يورنيوز، قال جلالة الملك عبدالله الثاني: (لا يروق للإسرائيليين أن نقول إن القضية الفلسطينية هي جزء من المشكلة، وأن المتطرفين يستغلون محنة الفلسطينيين والقدس كحجة لإقناع الناس بالانضمام إليهم، وذلك جزء من المشكلة. إن مستقبل الفلسطينيين والقدس هو أمر يتعين علينا جميعا أن نجد حلا له. فكيف لنا أن ننتصر في المعركة العالمية ضد الإرهاب إذا استمر الجانب الإسرائيلي في الإصرار على أن لا علاقة له بمشكلة الإرهاب.).. الحرب على الارهاب هي حربنا الأولى كمسلمين يسيء لنا هذا الارهاب الذي يجري باسم ديننا، وهي حربنا الأولى أيضا لأن ارهاب الدولة الصهيونية هو الذي يقف كسبب رئيسي لكل ما يجري حول العالم من تطرف وإجرام باسم الدين وباسم الغاضبين الغاضبين ..