تعزيز الأمن الفكري لطلبة المدارس ... مسؤولية من !!!


التعليم يعد من اهم استثمارات المجتمعات والشعوب المتقدمة والمتحضرة التي تسعى دوماً للنهوض بطاقاتها وامكانياتها البشرية بما يحقق لها استقلاليتها وسيادتها وامنها واستقرارها ونمائها حيث يستثمر التعليم مورداً من اهم موارد المجتمع الا وهو قدرات افراده وطاقاتهم الذهنية لتحقيق اكبر عائد من التنمية الشاملة في كافة المجالات .
والتربية والتعليم هما حجرا الاساس الذي يقوم عليه انجاز وتحقيق الاهداف المنشودة من مواكبة للتغيرات الامنية المحلية والاقليمية والدولية وتأهيل المسؤولية الامنية وتعميقها في نفوس الشباب الطلبة وغرسها في العقول للنهوض بالمسؤولية الجماعية وإذكاء الحس الأمني لدى افراد المجتمع والتصدي للانحرافات الفكرية التي يتعرض لها طلبتنا فالمدرسة تعتبر المؤسسة ذات الاهمية العظيمة لما لها من دور مهم في تشكيل سلوك الشباب بما تملكه من نظم واساليب تربوية وما تضم من كفاءات متخصصة خاصة اذا تم تدريبها وتأهيلها لذلك وهي المدخل الحقيقي المعني بتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في اذهان الطلبة بصورة علمية وبناء الاتجاهات وضبطها بما يقوي البناء الاجتماعي ويعزز وحدته وأمنه واستقراره والمدرسة تعتبر خط دفاع رئيسي لتعزيز الولاء والانتماء ليتشرب شبابنا الثقافة الامنية الكافية لتحميه وتحصنه من الضلالات الفكرية والتطرف اذا ما اعطيت المدرسة الفرصة الكافية والكاملة للقيام بمسؤولياتها على اكمل وجه وتدريب وتأهيل الادارات المدرسية والمعلمين واعداد الخطط من قبل الوزارة والجهات المعنية لتكون الجهود مشتركة ومباركة والطاقات مستغلة ونافعة علماً بأن الادارات المدرسية في العصر الحديث اتجهت الى تحقيق التنمية الجسمية والعاطفية والروحية والاجتماعية والسلوكية للطلاب والامن لم يعد مسؤولية الجهات الامنية الرسمية فقط بل اصبح وظيفة تشاركية وتكاملية بين كافة مكونات المجتمع وواجب من الواجبات وضرورة من الضرورات للمحافظة على المجتمع وامنه واستقراره واستمرار نشاط الحياة ومواجهة الخوف وصيانة المنجزات مما يتطلب برامج عمل مؤسسية ومخطط لها مبنية على دراسات وابحاث علمية بعيداً عن الاجتهادات الفردية خاصة بظهور نماذج امنية حديثة من خلال الشرطة المجتمعية كذلك يجب ان يكون للادارات المدرسية والمعلمين دور فاعل وكشريك في صياغة وبناء وتنمية الثقافة الامنية المدرسية كمحور هام في عصر هبت فيه رياح الجنوح على منهج الاعتدال وتعددت فيه اساليب الانحراف ووسائل الانحلال .
في احدى الدول العربية المجاورة وافق وزير تربيتها على انشاء نوادي الامن الفكري داخل المدارس لتهتم بفكر الطلاب وحمايتهم حيث تعتبرها الوزارة ضرورة ملحة تفرضها الظروف الراهنة وذلك لحماية الطلبة وصيانة فكرهم من كافة انواع الغزو الثقافي المدمر الذي قد يتعرضون له من خلال وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي ويضمن بناء مجموعة من المقومات الشخصية تحمي معتقدات الطالب وافكاره وتدعم الطمأنينة والامن النفسي لديه وما يرتبط بهما من استقرار اجتماعي وخفض معدلات ظاهرة العنف المدرسي واندية الامن الفكري في المدارس عبارة عن لجنة في كل مدرسة تعمل على حماية الطلبة من خلال استراتيجية يتم وضعها من قبل كافة الجهات المعنية بالوزارة والوزارات الاخرى ومشاركة باحثين وخبراء متخصصين في هذا المجال من خارج الوزارة وتتابع اللجنة مختلف النشاطات الداخلية ويتم تطويرها وتحديثها وتقييمها ومتابعة المعلمين والتواصل مع اولياء الامور والمهتمين ومراقبة تصرفات بعض الطلبة الغير سوية في المدرسة والمجتمع فتصرفات الطلبة في المدارس تأتي من قناعاتهم التي تستند الى ارصدتهم الفكرية وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الطالب ويظهر في سلوكه من خير او شر مركوزاً في كيانه الفكري خاصة في ظل وجود وسائل الكترونية مؤثرة في عقول الطلبة فأصبح ايضاً تيار الانحراف والجفاء وعدم الطاعة هو الغالب كذلك فان لغة الخطاب سواء التعليمي او الديني في كثير من الاحيان وفي عدد من المواقع اخذ يأخذ صفة الانحراف التوجيهي والشحن العاطفي المؤثر في نفوس الطلبة واشاعة الاحباط واليأس والرغبة في احداث تغير بطرق غير مشروعة وبطرق سلبية بائسة يائسة ومثيرة للفتن وداعية للفرقة والتحريض ولما كانت الرقابة العقلانية هي الضابطية لمواجهة ذلك كان لا بد من التفكير بوجود وضرورة عمل اندية امن فكري في المدارس ولا بد من وجود وسائل وقائية وعلاجية واظهار طرق ووسائل الاتزان ووسطية الاسلام وتعزيز الولاء والانتماء وتفنيد الافكار المنحرفة واتاحة الفرصة للحوار البناء لتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والاقناع لان البديل هو تداول هذه الافكار بطريقة سرية وغير رشيدة تؤدي الى الاخلال بالامن والاستقرار كذلك التركيز على نشر المباديء الفكرية السليمة ومباديء الفضيلة والاخلاق وهنا يأتي دور وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التنمية السياسية والتخطيط والمجلس الاعلى للشباب وغيرهم من المنظمات الاهلية والدولية لتعمل لوضع خطة استراتيجية وطنية وتضمن الدعم المالي لهذه البرامج والانشطة .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com