المايسترو السياسي ... !!!


هناك مصطلح متعارف عليه ان يكون هناك في اي فرقة موسيقية مايسترو اي ضابط ايقاع يضبط تناغم وتوافق الانغام والاصوات الصادرة عن الالات الموسيقية الموجودة مع الفرقة الموسيقية التي ستؤدي الى سيمفونية او فقرة وطنية .
هناك كثير من الشخصيات والمسؤولين يتأثرون بدور المايسترو بالفرقة الموسيقية ويريد ان يجعل من نفسه ضابط ايقاع لكل من حوله فهو يريدهم ان يفكروا كما يفكر هو وان يتفاعلوا مع اي حدث وفقاً لتفاعله ولرؤيته هو لاسباب ذلك الحدث وان يتحركوا وفقاً لتقديره والاغرب من ذلك عندما يكون فكره غير صحيح ورؤيته غير صائبة وتقديراته غير موفقة وتبريراته غير مقنعة ومع ذلك يريد ممن حوله ان ينسجموا مع طروحاته وتحليلاته والالتزام بقراراته وتحليلاته بعيدة عن الواقع المقروء والمحسوس والواضح امام الجميع ويريد ان يتغير الواقع بحقائقه وتفسيراته كما هو يريد وكما يرى تلك الامور والاحداث من زاويته كذلك تجد ان كثيراً من المسؤولين يتعاملون مع الم ومشاكل ومعاناة الناس وكأنها مقطوعة موسيقية او جملة من فقرة في صفحة يكتفون بالمرور عليها فمن يسكن من المواطنين في تسوية يلوموه ويعاتبوه على اختياره لسكناه دون تقديرهم للظروف التي اجبرته على ذلك السكن ولا بصعوبة الحياة عليه والمشقة التي بذلها حتى تمكن من تأمينه او استئجاره يريدون كل شيء ان يتطابق وفق هواههم فهم فوق السحاب والمواطنين تحت مستوى الارض لذلك تتحول افكارهم وطروحاتهم الى كلمات لا روح فيها ولا مشاعر ولا احساس وتفقد قيمتها ليبقى الشعب يعاني ويتألم مع تكرار الاحداث خاصة ان لا احد يعلم ما هو القادم .
ان الحياة ليست مجرد البحث في كتاب وليست كلمات تقال بدون فهم للمعنى ومدى مطابقتها للواقع ومدى فهم المواطن لما يجري ويحدث من تقصير بأداء الواجب الحياة لحظات اما ان يحياها الناس في حد ادنى من الاحترام لآدميتهم وعقولهم وكرامتهم واما ان تكون استمراراً لمسلسل المسؤولين من التنظير الغير مجدي وغير مفكرين في معاناة الناس لا ان تبرروا اخطاءكم على حساب معاناة الناس وفتشوا جيوبهم ستجدون الجواب المؤلم وستعرفون لماذا الناس فقدوا الثقة في تحليلاتكم وطروحاتكم وكلامكم وقراراتكم وافكاركم لانها بعيدة كل البعد عن الواقع واصبح ضبط الايقاع تمرين لكم على هؤلاء الناس ان حل مشاكل الشعب واجب تتقاضون عليه اجراً فمن كان لا يستطيع ان يتحمل تلك المسؤولية ليتركها لمن هو اجدر واقوى وافضل فمتى سنفيق من سبات التعينات على مبدأ المحسوبيات والشللية متى سنحاسب المسؤول على تقصيره بأداء واجباته ومهامه الموكلة اليه متى سنحاسب المسؤول على كلامه باهانة المواطن متى سيكون لدينا تقييم للاداء متى ومتى ومتى ... ليبقى التساؤل مطروح لعل وعسى .


المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com