استغلال السياح
في بلد عربي «جمهوري» مضطرب، يتندر محششون؛ يقولون: قريبا؛ سيصدر قرار جمهوري بمنع البيك الأول «الكأس الأول» من «مشروب كحولي»..فقرة من (باب في كتاب اسمه «شر البلية»). ونحن لدينا مواقف مثيرة وخطيرة تقوم بها جهات تجارية، تستغل السياح العرب والأجانب، وتتسبب في تقديم صورة سيئة ومسيئة للأردن، ويجب علينا التحدث هنا بحيادية وموضوعية، بعيدا عن العقائد والمكائد والمصائد: السائح؛ علاوة على الثقافة والاطلاع، يبحث غالبا عن المتعة والتسلية، وهو السبب الرئيس الذي جعله يخرج من بلاده لزيارة بلدان أخرى، وكثيرون منا يسافرون الى اوروبا وغيرها، فينزلون بالفنادق ويدخلون المطاعم، والبارات وغيرها من مرافق تقدم التسلية والمتعة، لكن القوانين هناك تضبط مثل هذا النوع من التسوح، وثمة لدينا قوانين تتقصى تنشيط السياحة، خصوصا في الفترة الحالية، حيث الجوار العربي مضطرب، لكن بعض العاملين في مجال الفندقة والسياحة لا يلتزمون ويحاولون تنبيش السائح حتى آخر قرش يملكه.. الملاهي والنوادي الليلية، كيانات تجارية تملك ترخيصا قانونيا، لكن بعض المطاعم وبلا ترخيص تقوم بنشاطات محصورة في الملاهي والنوادي، وبعد ساعة ما من الليل، تتحول بعض المطاعم الى مرافق لاستغلال السياح والضيوف بطريقة تدفع بعضهم لتقديم شكاوى الى الجهات الأمنية المختصة بمراقبة هذه المرافق، كالشرطة السياحية.. سائق التاكسي؛ الذي يحضر سائحا الى هذه المطاعم، يحظى بحصة من فاتورة السائح، قد تبلغ 50% من قيمتها، فهو «الصياد» الذي أحضر لهم السائح، يتصل بمدير او صاحب المطعم، ويقول معي جماعة بدهم يسهروا، فيرد عليه المدير: انت حبيبي، جيبهم، وحقك محفوظ.. التاكسي يأخذ منهم 50 دينارا أولا، ثم يدخلون المطعم الذي سرعان ما تحول الى ملهى، يجلس الضيوف الى طاولة «أجرة الطاولة 100 دينار دون أي خدمة»، ثم تتوافد بنات أجنبيات وعربيات، هن طاقم الضيافة «مضيفات»، يجلسن مع الضيف، ولكل مضيفة 15 دينار «خدمة»، ثم يشرب الضيف قهوة مثلا، أو أي مشروب آخر، الفنجان أو الكأس ب 20 الى 50 دينار، وكذلك ثمن الفنجان أو الكأس الذي تتناوله «المضيفة الجليسة»، ويصدف أن تجلس 4 او 5 مضيفات على ذات الطاولة، وكل واحدة منهن تتناول شرابا ما، فيصبح حساب الزبون أكثر من 500 دينار قبل أن يأكل أو يشرب شيئا، ولكم أن تتخيلوا حجم الفاتورة لو امتد مكوثه هناك، أو تناول وجبة ما، أو شارك المضيفات برقصة أو متعة ما ! بعض السياح يتقدمون بشكاوى للشرطة السياحية، ويعرضون قصص الاستغلال التي تعرضوا لها، من قبل «عصابات» العمل السياحي غير المرخص، وقد تصل فواتير بعضهم الى 5 آلاف دينار دونما طعام ولا شراب ولا مبيت في بعض هذه المرافق، وقد سمعت قصصا حقيقية عن مثل هذه الشكاوى التي تابعتها الشرطة السياحية، فقاموا بمخالفة هذه المنشآت، بعد ورود «ايميلات» من ضيوف غادروا الأردن، وقاموا بالتواصل مع الشرطة السياحية التي لا تغفل أية شكوى، وتقوم بإعادة الحقوق الى أصحابها في بلدانهم.. حين تكون فاتورة سائح في مطعم غير سياحي تعادل 5000 دينارا، يقتسمها مناصفة (المطعم وكوادره) نصفا، والسائق يأخذ 2500 دينارا هي النصف الآخر من الفاتورة..فهذه تجارة وأرباح تشبه السرقة وربما تتجاوزها، وتقدم صورة مسيئة عن الأردن وتعامله مع السياحة.. القصص كثيرة ومثيرة، ولا بد سنكتب عنها من جديد ونقدم معلومة مؤكدة للصحافة وللرأي العام وللمشرع وصاحب القرار السياحي والاستثماري.. سيتندر السياح بعد خروجهم ويقولون: يبدو أن قرارا سيصدر عن عصابة، ويتعلق بتجميد النصف المملوء من كأس الماء، الذي يشربه سائح يجلس في مطعم انفصم عن الخدمة المعروفة، وأصبح مجرد وكر للنصب والاحتيال على الناس.. فقرة من باب في كتاب اسمه (نصب وغصب في الكسب).