و الله و يطلعلك صاحب العمارة يا خالتي

و الله و يطلعك صاحب العمارة يا خالتي !

 

بقلم: شفيق الدويك

 

رجع جارنا أبو تيسير من الغربه بعد ما صار ختيار، و يادوب قادر يمشي يا خالتي. غضاريف رُكبُه يا خالتي بعيد عنك ناشفين !

 

لسانه لأبو تيسير يا خالتي ما بفوت ثِـمّه، و دايما بشوفُه بياكل. و قصه ورا قصه، و المشكله يا خالتي طقم سنانه مش مزبوط، و بظل يطلع من محله و مش راظي يشتري المعجون إللي بلزّق الطقم. قال إنه بيقــــــرف من المعجون .

 

طب عليم الله الثوب الأبيظ إللي لابسُه تقول طالع من ثُم كلب من كُثُر ما هو مجعلك، و صاير لونه رمادي، و كمام الثوب كلها بُقع زيت، و ما عمري شفته لابس جُربان أو قاصص أظافر رجليه.  تحتهم أسود أسود. مهو مش كل النسوان نسوان يا خالتي !

 

حكالنا أبو تيسير قصه مثل الخيال يا خالتي. و لولا إني بعرف إنه ما بيكذب، قلت بيجعط على القاعدين، يعني بيكذب عليهم.

 

بقول أبو تيسير إنه لما كان بالغربه، سكن و هو شباب مع واحد إتعرّف عليه بعماره كبيره كبيره تقول فيها خمسين شقه أو أكثر.

 

و في يوم من الأيام، يعني بعد ما صارلُه اسبوع ساكن، رجع مع صاحبه عالشقه، وسبق صاحبه شويه. شافلك أبو تيسير ختيار لابس زنوبه مقطّعه قاعد عطرف مدخل العماره، و بيرتجف مثل الصوص إللي توّه طالع من البيظه و شكله بقطّع السبع قلوب.

 

بعبش أبو تيسير بجيابُه عشان يطول شوية فراطه و يعطيها للختيار. نط صاحبه مثل العفريت لمّا شافُه و حكالُه: " ولك هاظا صاحب العماره يا أمّور. تفظحناش مع الزلمه ، الله يستر عولاياك " .

 

بصراحه يا خالتي في ناس ميته عالدنيا و متمسكه فيها، و مش هاممها غير لم المصاري أو لم المصاري و المراكز و البيوت و السيارات و المطاعم و الملابس و الرحلات ، يعني المنظره  و شوفة الحال على غيرها، و ناسيه يوم لحساب العظيم. و في ناس كمان مقتنعه إنهم لو أخذوا (سرقوا) معلقه  من صحن أكل، صحاب الصحن مش رايحه تاخذ بالها * .

 

المهم، لو ينطلب من هظول الناس قرشين صدقه بصير الوحد منهم ينُط مثل الحبه في المقلى !

 

طب يا خالتي علشان أرظي فلان و علان، أو علشان يصير معاي مصاري و جاه إصطناعي أروح (أقهر موظف و أهله) و أقطع رزقه لأنه مش مدعوم بأي فيتامين و أفنشُه  و أعيّن واحد بدالُه؟ أو أجمّد موظف ظالمُه المسؤول عنه و أحرمُه زياده أو ترقيه  بدون ما أتأكد ؟ أو أشتري براشوت علشان أنزّل واحد خويثه عمنصب أكبر منه ؟

 

و الله و الله يا خالتي لو كنت بشتغل ما بعمل إلاّ الصح و ما بقول إلاّ الحق و ما بقهر حدا، و لو أعطوني كنوز الدنيا كلها، مهو الكل ماكل هاللقمه، و الكل رايح يموت.

 

و الله يجيب إللي فيه الخير للجميع يا خالتي.

= = = = = =

*(من فيلم: غبي منُه فيه).