مدارس «خاصّة» بالغياب

منذ اسبوع لم اقف مع ولدي في الصف الخامس ب امام باب العمارة بانتظار «باص المدرسة». فقد ارسلت لنا تلك المدرسة وهي إحدى المدارس التي «علّقت دوامها» لأسباب «مجهولة»،ما مفاده بأن «غدا» لم يكون هناك «دوام» للطلبة من الصف الاول ابتدائي وحتى «التوجيهي»،نظرا لقيام المدرسة باجراءات «صيانة».

 وتكرر الأمر واصبحت عبارة «غدا»،غدااااااااااااات.طبعا جمع تحطيم مش تكسير. كل يوم يستعد الطالب، ابني لمعركة مع والدته بعد ان «أعجبه» موضوع «العطلة» التي امتدت اسبوعا، قابل للزيادة. وعندما اتصلنا بادارة المدرسة، قالوا ان كل شيء تمام بس شوية صيانة. طيب، أين كنتم في العطلة الصيفية؟، لماذا لم تقوموا بـ»إجراءات الصيانة»؟ ام انكم اكتشفتم «الذرّة» بعد ان داوم الطلبة، وجاءتكم الجهات المختصة واكتشفت، وكشفت «عورات وعيوب المدرسة».؟ قلت ان الاولاد والبنات من طلبة المدرسة وهي واحدة من عدة مدارس «خاصة» في عمّان، سعداء بالعطلة وبخاصة وانها تزامنت مع موجة الشتاء والسيول العارمة التي اجتاحتنا الخميس الماضي. كنتُ بانتظار «اتصال» من المذيع ياسر النسور لنتحدث عن هموم المدارس الخاصة. وكنتُ في عجلة من امري، لايصال بناتي الى عملهن، بحيث اكون جاهزا في التوقيت الذي اراده معدّ البرنامج الصباحي لأكون «على الهوا مع ياسر النسور».

وتصادف ان كان هناك سائق «دِقِر» حاول «تأخيري». قلت له: بسرعة لو سمحت، قبل ما يتصل ياسر النسور. ضحك وقال: عبد الله النسور، يتصل بيك انت؟ قلت له: ياسر النسور وليس رئيس الوزراء عبد الله النسور، اعزّه الله. معقول، رئيس وزراء يحكي معي انا، مين انا أصلا. دستُ على «البنزين» وحثثتُ الخُطى حتى وصلنا بالسلامة وتحدثنا «على الهوا» عن «مشاكل» المدارس الخاصة. وفي النهاية، قال ياسر النسور: فكرك حدا سامع؟ قلت: لا. لكننا لازم ندقّ الخزّان.. يجب ان ندقّ الخزّان، لعلّ وعسى!! -