مأساة شرم الشيخ

باسم سكجها

الآن، وقد تأكّد أنّ عملاً إرهابياً تسبب بكارثة الطائرة الروسية فوق سيناء، وتحوّلت المسألة إلى قضية إعادة عشرات آلاف السياح البريطانيين والروس وغيرهم العالقين في شرم الشيخ إلى بلادهم، بعد وقف الطيران من وإلى المنطقة، ينبغي على الحكومة المصرية أن تقف مع نفسها وتفكّر. ولن ينفع مع الأزمة إنكارها، والحديث عن مؤامرة دولية، فالطائرة وقعت فعلاً، وأكثر من ذلك فالبريطانيون يعلنون ان صاروخ أرض جو مرّ إلى جانب طائرة بريطانية، في مرحلة هبوطها إلى مطار شرم الشيخ قبل شهرين، وردّت السلطات المصرية على لندن بأنّه الصاروخ كان ضمن تدريبات للجيش المصري! إدارة الأزمة كانت ساذجة، يمكن تشبيهها بـ»الفهلوة»، وكان لا بدّ من اللحظة الأولى عدم استبعاد نظرية العمل الارهابي، والتعامل مع التداعيات بمحاولة تقليل الأضرار قدر الإمكان، لا مواصلة النفي، والقول إنّ النتيجة لن تظهر قبل فترة طويلة من التحقيقات، ممّا أوصل إلى هذه النتيجة المحزنة. أمس، وفي الوقت الذي أعلنت روسيا فيه عن وقف الرحلات إلى كلّ مصر، وليس إلى شرم الشيخ وحدها، كانت الصحافة المصرية تعلن عن وصول آلاف السياح الروس، واتفقت على أنّ السياحة في شرم الشيخ لم تتأثر، وكأنّ الشمس يمكن أن تُغطّى بغربال! الدبلوماسية المصرية ظلّت على مدار السنوات مدرسة في المنطقة، لكنّها صارت تُسجّل إخفاقات كبيرة مؤخراً، وفي الحالة الأخيرة فالاقتصاد المصري هو الذي سيتأثر للأسف، باعتبار أنّ السياحة عموده الراسخ إلى جانب قناة السويس بالطبع.