أخطاء تراكمية أفضت إلى خلل نوعي

غرق عمان في امطار صباح الخميس الماضي يكشف عن اخطاء تراكمية طوال السنوات الماضية افضت الى خلل نوعي، في مقدمتها عدم توسيع البنية التحتية بما يتلاءم مع النمو السكاني الهائل لاسيما خلال العشرين سنة الماضية، الى جانب التساهل في كودات البناء بخاصة تحويل مصطفات المباني الى شقق سكنية لا تتوافق مع المعايير المعتمدة لاسيما من حيث الصحة والسلامة، وكانت ولاتزال الامانة تمنح اذون الاشغال مقابل غرامة محرزة، تصب في خزينتها، ويعاني السكان والحي من عدم وجود اماكن لاصطفاف مركباتهم، ومعاناة السكان الذين يقطنون الشقق الاضافية. ومن الاخطاء المتراكمة عدم بناء مناهل كافية لتصريف مياه الامطار، فالانفاق اماكن طبيعية لتجمع الامطار، والكارثة عندما يكون الهطول المطري غزيرا وخلال فترة زمنية قصيرة، ويزيد الطينة بلة افتقار معظم شوارع عمان للارصفة الحقيقية التي تحول دون جرف الامطار للاتربة والحصى التي سرعان ما تقوم بإغلاق مناهل تصريف مياه الامطار، وان اعتماد على مضخات مياه غاطسة غير مفيد في حالات كثافة الهطول المطري، وما حصل في عدد من الانفاق ليس المرة الاولى، وربما الاول في كثافته وتوقف المضخات عن العمل او العمل الجزئي جراء جرف الاتربة والحصى الى الانفاق. ملاحظة اخرى لايمكن التقليل من اهميتها ميل الشوارع التي داهمت بيوت وشقق منخفضة، ولو ان الميل وانسياب الشوارع القريبة من المباني صمم للسير بميل يبتعد عن المباني لما حصل ما حصل من خسائر بشرية ومادية...وما تقدم يتطلب اجراء دراسات ميدانية لواقع شبكة تصريف المياه في العاصمة والمدن الرئيسة، وتوقف الامانة كليا عن قبول تجاوزات في البناء على مواقف السيارات وحقوق الساكنين مستقبلا. الاعلانات التي صدرت عن رئاسة الوزراء وامانة عمان عن جاهزية كافة الاجهزة المعنية للتعامل مع فصل الشتاء وتجنيب المواطنين وساكني عمان والمدن الكبرى اية مصاعب، واستمرار تقديم الخدمات صدم الجميع، كما لم تقدم دائرة الارصاد الجوية نشرة دقيقة لاحوال الطقس؛ ما ترك العامة في حالة استرخاء، وأوقع الجميع في حالة ذهول وارباك.

ومن التجاوزات الاضافية التي سجلت ..حالة الاختناق المروري العام التي أسهم فيها اندفاع مركبات وشاحنات الخلط الاسمنتي الجاهزة وصهاريج كبيرة تزاحم مركبات الصالون، الذي عقد الامور، علما بأن هذا النوع من الشاحنات والصهاريج يفترض ألا تندفع للشوارع خلال ساعات الذروة صباحا ومساء...واكبر التحديات التي لانزال نعاني منها.. افتقار العاصمة والمدن الكبرى في المملكة لوسائط نقل حقيقي، من حافلات بتردد محكم وميترو وقطار خفيف...هذه مجتمعة اصبحت امنية بعيدة المنال للمواطنين الذين يدفعون الكثير من الضرائب ولا يحصلون على خدمات اساسية ونقل الركاب.. أهمها.