الشتوة العملاقة

غضب من الله
أم عجز أجهزة
لقد اعتبرها الدفاع المدني حالة استثنائيّة وتعامل معها كأزمة ولكن كانت بالنسبة للبعض ممن فقدوا ارواحا كارثة وبعض من تضرّرت او فُقدت املاك لهم مصيبة فمن المسؤول ؟؟
إذا اعتبرناها قضاء وقدر كعادتنا فهذا معقول لأننا يجب ان نتوقّع غضب الرب علينا قدر ما نرتكب معاصي وخطايا في حياتنا بالعلن والسر والله بكل شيئ عليم .
وإذا اخذنا بتبرير مسؤولي امانة عمّان بأن كميات المياه التي هطلت بوقت قصير هي كميات هائلة عجزت العبّارات والمناهل على تصريفها لأنها مصمّمة لتتحمّل سعات اقل في مثل ذلك الزمن القصير وبالتالي غرقت الشوارع والأنفاق وحصل ما حصل من مآسي للأبرياء وذهب قتلى رحمهم الله وخسر المواطنون مركباتهم وأثاثهم وغير ذلك وذلك تبرير غير مقبول من مسؤولين على رأس عملهم .
لقد سمع المواطن بجاهزيّة اجهزة الدولة من كبار مسؤوليها ظنّا منه ان ذلك انصياعا لتوجيهات جلالة الملك قبل قدوم موسم الخير الذي نضرع كل عام لكي يرزقنا الله الغيث والخير وها هو يرزقنا ما طلبنا ولكنّنا لم نستطع استقباله بما يجب ويتوجّب علينا .
يُقال بأنّ أوّل الغيث قطرة ونحن من خلال السنوات الأخيرة وهذه السنة نقول بأن أوّل المصائب شتوة وما يحزُّ بالنفس ان المواطن يدفع من جيبه رواتب الجهاز الضخم من الموظفين العاملين في بعض الأجهزة الخدميّة ولا يجد الحرص الكافي منهم لتقديم الخدمة اللازمة لحمايته من أيِّ أضرار قد يتعرّض لها لولا الأجهزة الأمنيّة ومنها اجهزة مديريّة الدفاع المدني الذين قاموا بواجبهم وقدموا جهودا مضنية في سبيل التخفيف عن المواطنين وإنقاذهم وتقديم وسائل الحماية لهم .
إنّ وجود وزارة للطوارئ أصبح ملحّا على ان يتم تخصيص موازنة خاصّة لها بحيث تقوم تلك الوزارة وبالتنسيق مع الدوائر ذات العلاقة والأجهزة الأمنية والعسكريّة المختلفة واهمّها المجلس الأعلى للدفاع المدني ومركز القيادة والسيطرة بوضع الخطط المسبقة التي تتضمّن الأجهزة البشريّة العاملة مع عناوين سكنهم وطرق الإتصال بهم وكذلك كافّة الآليّات المتوفِّرة في المملكة وسائقيها والمسؤولين عنهم والمؤسسات والنقابات التي يتبعون لها مع العناوين وطرق الإتصال الواضحة لهم وكذلك وسائل المواصلات العامّة والخاصّة وسائقيها وعناوينهم ومراكز الإيواء والمراكز الصحية العامّة والخاصّة والمستشفيات والمختصين قي البيئة والزراعة والعناصر الكيميائيّة الخطرة وان تكون الخطّة واضحة وسهلة وان تكون معلومة لكل فرد فيها وما هو دوره والوقت الذي يجب ان يقوم به كذلك يجب ان تحوي الخطّة على البدائل في حال تغيّب احد الأفراد او حصل تغييرات او مضاعفات او غير ذلك كما انه يجب عمل بروفات مسبقة لتطبيق الخطّة وكذلك إجراء تقييم لها بين الحين والآخر .
ويجب ان يغلب على المسؤولين في هذه الوزارة ان يكونوا حازمين في تنفيذ اعمالهم وان يكون لمحاسبة العاملين فيها دور مهم لإداء اعمالهم على اكمل وجه وان يكون هناك حوافز للمتميِّزين والمبدعين في عملهم .
وما مرّت به العاصمة عمان في هذه الأحوال الصعبة يجب ان يكون درسا للجميع ويجب ان يكون هناك تحدي للنقصير لكي يُعاقب كل مقصِّر في عمله مهما علت درجة وظيفته .
كما يجب ان ننهي موال تحميل المسؤولية للمواطن بحجّة انه لا يشبك مياه الأمطار على الشبكة الخاصّة بتصريف مياه الأمطار وهل تلك الشبكة موجودة في جميع مناطق وجبال عمان وهل تقوم الأجهزة المعنية باعمال الصيانة اللازمة باستمرار يجب ان نعرف من المسؤول ....
احمد محمود سعيد
6 /11 /2015