إضاءة على المجموعة الشعرية "قبلة حبر"

 

اخبار البلد

بقلم : صابرين فرعون

يمتاز النص الشعري المعاصر بمشهديته ، والاشتغال على التكثيف السردي والتصوير..
في "قبلة حبر" للشاعرة هالة حجازي والصادر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، توظف الشاعرة الطبيعة بعناصر جمالها ونباتاتها وألوانها بما يخدم التجربة الشعرية من سرد مشهدي ووصفي ، كما في نص "مقهى" الفائض بمشاعر الحنين والذكرى :

 هُنـاكَ 
 خيطُ ضَوءٍ يغفو
 على كتفِ الجَبل
 مَقهى يَرتدي الأحجَارَ 
 مُنذُ سِنين 
 تَنبتُ فوقَ خَاصرتِه 
 عُشبةُ الطَّيون
 وتَتكئُ عليها شَجرةُ زَيزَفون ..

تميزت النصوص برومانسيتها ورمزيتها بما فيها من تخييل أدبي ولغة حسية واهتمامها بعنونة النصوص واشتغالها على التصوير، تناولت تجارب مختلفة منها الفقد والموت ، المشاعر والإنسانية ..

العاطفة قوية وعميقة في غالبية النصوص وتتحدث عن الذات الشاعرة والأنثى والطفلة التي تبحث عن الفرح والأمل في كل ما حولها ، كما في نص "أنثى الفصول" :

لو أنسى العُمرَ 
فوقَ شجرةٍ
يَتدلّـى منها غُـصنُ جُنون
أفتحُ أوراقَ القدرِ
أهـذي وأمـضــي ..

"لو" أفادت التمني المرتبطة بالرمز المجازي المتعلق ب "الجنون" ، حيث أن الشاعرة تتمنى التحرر من الوقت بشكله المحسوس "الخريف ، الشتاء ، الربيع، الصيف" ، تخلع جلد الوقت وتقطعه مجازاً بالصخب والاستمتاع بكل لحظاته دون انكسارٍ أو ألم ، فتزاوج الملموس بالمحسوس والافتراضي للتعبير عن اختلاجات النفس..

هالة حجازي شاعرة لبنانية ، لها مشاركات ثقافية وشعرية في أبوظبي والشارقة والمغرب ، لها مقالات وقصائد منشورة في المواقع الالكترونية ، تُرجمت بعض قصائدها للهولندية والانجليزية ..