بماذا تمتم الرئيس؟

روج أنه سيعلن قرارات هامة ستنعش الاقتصاد، فرح عمال وموظفو الشركة.
أخذ كل واحد منهم يتخيل المفاجأة،, راح عدد منهم يخطط كيف سيصرف المنحة التي سيتكرم بها عليهم، بل راح بعضهم يستلف على أمل أن تكون المنحة وفيرة.
جاء يوم الاجتماع، آلاف الموظفين والعمال حضروا مبكرا، حضر المدراء العامون، ثم جاء رئيس مجلس الإدارة منشرح الوجه وأخذ مكانه على المنصة.
الجميع ينتظرون المفاجأة.
تحدث الرئيس، وأثنى على الجميع، ومدح أداء الشركة التي استلم إداراتها منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، وقال: «الشركة اليوم في أقوى حالاتها رغم أنها كانت شبه منهارة عندما استلمتها».
ثم أعلن القرارات الهامة التالية:
رفع مخصصات المدراء العامين من المحروقات الشهرية.
رفع مخصصات الهواتف الخلوية للمدراء العامين.
تخفيض قيمة الضريبة على دخل المدراء العامين.
تخفيض قيمة الجمارك على البضاعة التي يستوردها المدراء العامون.
انتهت القرارات.
بدت الصدمة والذهول وخيبة الأمل على وجوه الموظفين والعمال.
لمحها الرئيس اللماح المعروف بالفهلوة والقدرة الفائقة على تمرير أصعب القرارات وأسوأها، فخاطبهم: يا معشر الموظفين، أنا عندما أنعش الوضع الاقتصادي للمدراء العامين سينعكس هذا على أدائهم، ما سينعكس على أداء الشركة، ما سينعكس على وضع الشركة الاقتصادي ما سينعكس على وضعكم الاقتصادي.
قام موظف جريء وقال: يا سيادة الرئيس، قد يكون وضع الشركة اليوم أفضل من وضعها قبل تسلم سيادتكم، لكن ديون الشركة تضاعفت في زمن سيادتكم، وتآكل دخلنا نحن معشر الموظفين نظرا للارتفاع الكبير في الأسعار جراء قرارات سيادتكم التي تعتبرونها إنقاذا للشركة.
وأضاف بذات منطق الرئيس: ثم ألا ينعكس تحسين وضع الموظفين والعمال على أداء الشركة؟ ما ينعكس على وضع الشركة الاقتصادي، ما ينعكس على وضع المدراء العامين الاقتصادي، ما ينعكس على وضع سيادتكم الاقتصادي.
امتعض الرئيس من كلام الموظف وغادر المنصة غاضبا وهو يتمتم، ولم يعرف أحد بماذا تمتم.