امتحانات الثانوية العامة
أخبار البلد- د. عبد الله مسلم الكساسبة
ونحن على أبواب إعداد وتجهيز أسئلة امتحانات الثانوية العامة للدورة الشتوية لعام 2016م أقدم لوزارة التربية والتعليم بعض الملاحظات حول امتحانات الثانوية العامة خلال العام المنصرم، وذلك من خلال خبرتي التي اكتسبتها خلال عملي في وزارة التربية والتعليم، من معلم إلى مدير تربية وتعليم الى ان تقاعدت عام 2002م، وانتقلت إلى قطاع التدريس في بعض الجامعات الأردنية والسعودية وكوني على اطلاع ومعرفة كبيرة في القضايا التربوية، أود تقديم بعض الملاحظات حول امتحانات الثانوية العامة خلال العام الماضي على أمل تفاديها مستقبلا.
الملاحظة الأولى:
نحن معكم في ضبط الامتحانات وإجراءاتها وعدم التشويش عليها من أجل العدالة بين أبنائنا والحفاظ على سمعتها، ولكن لست معكم في:
1ـ إن الزمن المخصص لبعض المواد كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء (علمي) واللغة الإنجليزية لجميع الفروع قصير جدا، كون أسئلة هذه المواد طويلة جدا تقارب أربع صفحات، فعندما يبدأ الطالب بتصفح الأسئلة ويقرأها ليستحضر معلوماته وخاصة العلمي تأخذ معه وقتا طويلا؛ لأن هذه المواد تحتاج إلى تفكير وتعمق وحل مسائل فلا يتمكن الطالب معها الانتهاء من الإجابة بسرعة وبالتالي يحتاج الطالب إلى مزيد من الوقت، فبعض الطلبة في العام المنصرم خرجوا ولم يكملوا الإجابات وهم يعرفونها بسبب نفاذ الوقت بسرعة، ومنهم أبنائي.
2ـ إن التوجيهات والإرشادات كثيرة جدا في القاعات وتأتي بصوت عال من المراقبين ورؤساء القاعات في كل حين، فينزعج الطلبة وينقطع حبل أفكارهم أثناء الإجابة سيما وأن بعض المراقبين ليس لديهم من أخلاقيات مهنة التعليم شيئا.
الملاحظة الثانية:
إن دعوة بعض المشرفين أو المعلمين ممن يضعون الأسئلة ليس لديهم خبرات أو قدرات على بناء فقرات أسئلة جيدة أو التقيد بمواصفات السؤال الجيد، فالأمر يقتضي من واضع الأسئلة تحليل المادة جيدا ووضع جدول مواصفات حسب المعايير المطلوبة من مستويات الأهداف ومجالات التقويم، فهناك بعض الأفراد من واضعي الأسئلة للأسف لا يتقنون وضع جدول مواصفات مناسب لإعداد الأسئلة فيضعونه شكلا لا مضمونا، ولا يحسنون تطبيقه وبالتالي تبقى الأسئلة ضبابية وصيغها غير مفهومة لدى الطلبة ولا تراعي نسب الأهداف ومجالات التقويم التي يجب أخذها في الاعتبار في جدول المواصفات.
الملاحظة الثالثة :
يشكو معظم الطلبة هذا العام من منهاج اللغة الإنجليزية الجديد، وكذلك المعلمون يشكون على حساب الطلبة، فأصبحت هذه المادة عبئا ثقيلا وهما كبيرا ومخيفا لديهم، فلا بد من تسهيل الأمور لتشجيعهم على تقبلها وعدم كراهيتها.
لذا أقدم المقترحات والأفكار التالية لعلها تحظى بالقبول لديكم :
1ـ زيادة وقت الامتحان بما يتناسب وطول الأسئلة لمواد التخصص لجميع الفروع ولا سيما العلمي بحيث لا تقل عن (3) ساعات تقريبا، وإذا كان الهدف من تقصير الزمن هو توفير كلفة المراقبين فلا بأس من زيادة رسوم الامتحانات.
2ـ اختيار مشرفين ومعلمين لوضع الأسئلة ممن لديهم خبرات طويلة ومؤهلات في القياس والتقويم لإخراج أسئلة واضحة ذات صياغة جيدة ومفهومة لدى الطلبة لا تحتاج إلى تأويل.
3ـ اختيار مراقبين ورؤساء قاعات ممن لديهم خبرات طويلة في التربية لا تقل عن (5) سنوات في التعليم للمراقبين و(10) سنوات في الإدارة التربوية لرؤساء القاعات.
4ـ منهاج اللغة الإنجليزية جديد على الطلبة فلا بأس من مراعاة ذلك عند وضع الأسئلة حتى لا تتكرر مأساة الطلبة في العام الماضي ويتشجع الطلبة على تقبل المنهاج الجديد كون المادة جديدة.