فتاش جيت – فضيحة بألوان الطيف السبعة في سماء عمان
هل سمعتم بفضيحة ووترغيت؟!
سأخبركم عنها:
ووترغيت هو اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا.
كان عام 1968 عامًا سيئًا على الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي فاز بصعوبة شديدة على منافسه الديموقراطي همفري، بزيادة بسيطة جداً، مما جعل موقف الرئيس ريتشارد نيكسون أثناء معركة التجديد للرئاسة عام 1972 صعباً جداً.
قرر الرئيس نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت.
في العام 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل.
سجل البيت الأبيض 64 مكالمة لأعضاء الحزب المنافس، فتفجرت أزمة سياسية هائلة، وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون.
استقال الرئيس في العام 1974 وتمت محاكمته بسبب الفضيحة، وفي العام نفسه أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفواً بحق ريتشارد نيكسون ليخلصه من الفضيحة.
هناك أيضاً فضيحة وايت ووتر، وفضيحة مونيكا ليونيسكي، وفضيحة مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ديفيد بترايوس، عندما استقال بسبب علاقة عاطفية، ربما شكلت من وجهة نظر الأمريكان تهديدا للأمني القومي الأمريكي وذلك بعد 14 شهرا من توليه منصبه.
وفي عام 2011 اتهمت عاملة نظافة في أحد فنادق نيويورك الفخمة؛ رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس بمحاولة اغتصابها، مما أسفر عن اعتقاله، واستقالته من منصبه على إثر هذه الفضيحة.
أما فضائح بيرلسكوني فحدث ولا حرج، إذ تورط رئيس وزراء إيطاليا السابق في العديد من الفضائح، كان أحدها اتهامه بممارسة الجنس مع فتاة قاصر من أصل مغربي كانت تبلغ 17 عاما.
فضائح برلسكوني المتعددة كانت سبباً لمعاناة زوجته السابقة فيرونيكا لاريو، وانتهى الأمر بالطلاق بعد زواج دام أكثر من عشرين عاماً.
في ألمانيا؛ استقال الرئيس الألماني كريستيان فولف بعد أن طلب ممثلو الادعاء من البرلمان تجريده من الحصانة للتحقيق معه في قضية استغلال السلطة ومحاولته التأثير على الصحافة. لكن محكمة ألمانية برأته من التهم الموجهة إليه في العام 2014.
وعلى مستوى الصحافة وأهميتها لدى الشعوب، نشرت مجلة دير شبيغل عام 1962 تقريراً يؤكد على عدم قدرة ألمانيا على صد هجوم سوفياتي في حال حدوثه؛ فداهمت السلطات الأمنية مبنى المجلة بطلب من وزير الدفاع فرانتس شتراوس، مما أسفر عن مظاهرات شعبية تسببت في أزمة حكومية، استقال على إثرها وزير الدفاع شتراوس.
أما فضيحة هلموت كول فقد انتهك القوانين المنظمة لتمويل الأحزاب السياسية في ألمانيا، بقبوله تبرعات بالملايين. وقد ترك كول الرئاسة الشرفية للحزب المسيحي الديمقراطي بعد هذه الفضيحة.
نلاحظ أن كل الفضائح التي حدثت في العالم كان من نتائجها؛ استقالات، ومحاكمات، وما الى ذلك..
باستثناء العرب؟!
الفضائح تمر مرور الكرام.
لا محاكمات، ولا استقالات.
يتم التضحية بكرسي، وتنتصر الديمقراطية في نهاية الفيلم، وتبقى الحكومة وكأن شيئاً لم يكن.
كم من الفضائح رافقت الحكومات السابقة، وأهم الفضائح جاءت بعد تهريب المفرقعات، وانفجارها في جمرك عمان.
... فضيحة طازجة؛ ألا يحق لنا أن نطلق عليها؛ فضيحة الفتاش، أو فتاش جيت..؟