مُهند ..
بسم الله الرحمن الرحيم
في اللغة العربية هنّد السيف .. شحذه، وهنّد السكين .. شحذها، مهنّد .. أسم المفعول من هنّدَ، والمهند .. السيف المشحوذ أو السيف المصقول.
بلادنا فلسطين المباركة التي باركها الله عزّ وجل أن خصّها بالمسجد الأقصى المبارك وسماه بهذا الأسم بقرآن تنزل على المسلمين في مكة قبل أن تقوم دولتهم الإسلامية الأولى بزعامة المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وجعله قبلتهم الأولى.
ما شاء الله كان وقد شاء الله لبلادنا هذه المباركة أن تُغزى على مدى التاريخ ومن الجهات الأربع وفي الغزو الأخير لها شاءت الأقدار أن يقوم مهند الحلبي من أهل القدس الممنوع عنهم السلاح والممنوعين من الصلاة في مسجدهم يشحذ سكينه بعد أن شحذ نفسه وهو السيف المشحوذ والسيف المصقول أصلا يقوم وبشجاعة أجداده الصحابة رضوان الله عليهم بهجوم سريع خاطف مباغت على الجنود الغزاة الصهاينة عند إحدى بوابات المسجد الأقصى المبارك فيطعنهم ثم يخطف سلاح أحدهم ويطلق النار على الجنود الغزاة المتواجدين في المكان فيقتل ويصيب منهم ما شاء له الله ثم يطلق الغزاة النار عليه فيرتقي سعيداً شهيداً مدافعا عن حرمة المسجد الأقصى المبارك فداءً للأقصى.
وهناك في جنوب فلسطين أرضنا المباركة وبالتحديد في بئر السبع يسمع بالعملية الإستشهادية البطولية المقدسية شابٌ بعمر مهند ويحمل نفس الإسم "مهند العقبي" فيقرر الثأر لأخيه مهند مواصلاً مسيرة الانتقام والثأر من الغزاة الصهاينة لدحرهم عن وطنه وأرضه المباركة وتحذيرا لهم من المساس بقدسية المسجد الأقصى المبارك .
شاءت الأقدار في بئر السبع أن يقوم مهند العقبي بعملية استشهادية مشابهه لا بل مطابقة لعملية مهند الحلبي فيهجم على الجنود الغزاة وبشجاعة أجداده الصحابة رضوان الله عليهم بسكينه المشحوذ فيطعن أحدهم ويرديه ثم يخطف سلاحه ويبدأ بإطلاق النار على الجنود الغزاة فيقتل ويصيب ما شاء له الله.
نعم إنهم شباب فلسطين "فداءٌ للأقصى" حملة لواء الأقصى على طريق أجدادهم الصحابة الغر الميامين رضوان الله تعالى عليهم.
يتسابق المسلمون اليوم على تسمية مواليدهم الجدد "مهند" لأن المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله وقدسه يستحق أن يفديه مليون مهند، ولعله يتمنى أن نكون جميعاً نفعل فعل مهند حتى يرحل الغزاة عن بلادنا ويعودوا إلى بلادهم التي جاؤوا منها خلف البحار أو نقتلهم بأيدينا على المدى ، قال تعالى :"ويتخذ منكم شهداء".
أما الشاعر عبدالله البردوني فيقول :
يا مهند يا كتاباً من كل قلبٍ تألفْ
يا زماناً سيأتي يمحو الزمان المزيفْ
فليقصفوا لست مُقصفْ..ويلعنّفوا أنت أعنفْ
وليحشدوا أنت تدري .. أنّ المخيفين أخوفْ
لهم حديد ونار .. وهم من القش أضعفْ
يخشون حضور موتِ .. وأنت للموت أَألفْ
لذا تلاقي جنوداً .. من الخواء المزخرفْ
قد يقتلوك ، تأتي من آخر القتل أعصفْ
لأنّ جذرك أنمى .. لأنّ مجراك أريفْ
لأن موتك أحيا .. من عمر مليون مُترفْ
مع الاعتذار للمرحوم الشاعر العربي عبدالله البردوني.
ضيف الله قبيلات