(السردين) أربح لي؟!

يا إخوان نفسي أفوز، في المرحلة الابتدائية نظمت المدرسة مسابقة إلقاء، فشاركت بقصيدة لأبي العلاء المعري، وحين اجتمعت لجنة المعلمين لتقييم الإلقاء، رن هاتف المدرسة وطلبوا أحد أعضاء اللجنة على وجه السرعة، وتبين أن والدته قد توفيت، فالتغت المسابقة وأخذوني معهم على المقبرة حتى أدعو لها بالرحمة والمغفرة طالما عندي موهبة الإلقاء!
في المرحلة الإعدادية شاركت أبناء حارتي ببطولة لكرة القدم وتأهلنا للمباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق وحينما كنا متقدمين على الفريق الخصم 4 : صفر ركل أحد أعضاء فريقنا الكرة، وبدل أن تذهب إلى المرمى ذهبت إلى زجاج غرفة نوم جارنا أبو شحادة، طبعا ابو شحادة قام بالواجب وما قصر، بدليل أنني حتى اليوم أعاني من (شعر) في العمود الفقري!
حقيقة لم أيأس، شاركت في مسابقة أجمل صوت، اللجنة أخذتني على جنب وقالوا لي: عمو أنت على صوتك مليح إذا بخلوك أهل العرس تلم (كاسات) الشاي الفارغة مش تغني بعرسهم؛ حطمني التقييم، فشاركت ببطولة تايكواندو كان الخصم ابن مدرب التايكواندو في النادي، وأبوه كان قد علمه حركات ماعلّمنا إياها الملعون،لأنه بس قال: هاااااا.. هووووو.. زارني أهلي بعدها في مستشفى السلط بقسم العناية الحثيثة لأني كنت أعاني من ارتجاج في المخ!
من تلك الأيام وانا أعتذر عن الاشتراك بأي مسابقة واكتفيت أن (سامح مول) كثر الله خيرهم أعطوني في إحدى المرات ثلاث علب (سردين) على أحد العروض كجائزة ترضية عند زيارتي المول!
منذ ثلاثة أيام والإعلام الرسمي يتفاخر أن الرئيس تم منحه وسام الاستحقاق الذهبي للمسؤولية الاجتماعية من المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية، اجبد، ولأن اسم الجائزة أطول من خط الاستواء أثارت فضولي وبدأت أبحث عن المنظمة والجائزة لعل المتعسين أمثالي قد يكون لهم فرصة الفوز مستقبلا!
وجدت يا حافظ إلك الله، أنها جمعية مسجلة في لبنان، قلت لا مشكلة، إن شاء الله جمعية في الموزمبيق، لكنني وجدت أن أغلب المؤسسات الفائزة مسبقا هي: بلديات، بنوك، مناطق حرة، مؤسسات تدير مراكز تسوق، شركات بترول، معاهد أبحاث، شركات ملاحة.. الخ.
لو طلبت أي جمعية أردنية تكريم الرئيس لرفضوا لارتباطاته، بينما جمعية في لبنان نتفاخر بكل وسائل الإعلام انها منحتنا وسام الاستحقاق الذهبي.
من تم تكريمه هو رئيس وزراء المملكة الاردنية الهاشمية، وفي كل بلاد الدنيا بمن هم في هذا المنصب الحساس إذا تم منحهم أوسمة أو تكريم تكون من مؤسسسات عالمية لها حضورها وتأثيرها، لأن الأردن هو الذي يحضر ويكرم وليس شخص الرئيس، ويجب ان ننتبه لهذه الجزئية الحساسة فمن غير المعقول أن هذه المنظمة لم تعطِ هذه الجائزة العظيمة منذ نشأتها سوى لرئيس الوزراء الأردني، إلا إذا كان الوحيد في هذا الكون الذي يستحقها، عندها.. ألف ألف مبروك.. وخليني أنا بجوائز (سامح مول) شكلها أربح لي!