المثقفون بين الانبطاح ... والشموخ !!!


قضايا الوطن والازمات المجتمعية والتنموية كثيرة ومتعددة ومتغيرة في ظل ظروف متغيرة ومتسارعة تؤثر بصورة او بأخرى على أمن واستقرار الوطن وعلى اقتصاده وعلى مجتمعه وهناك كثير من الجهات والقيادات المسؤولة عن أخذ كافة التدابير لحماية الوطن والمحافظة على تماسك النسيج الاجتماعي وهناك ادوار مناطة بقيادات مجتمعية سياسية واجتماعية وثقافية عليها دور ومسؤليات اتجاه خدمة الوطن وعلى رأسها المثقف .


المثقف هو الشخص الذي امتلك علماً وثقافة وفكراً تمايز به عن افراد المجتمع وباتت لديه رؤية شاملة او جزئية لعلاج مشكلات وازمات هذا المجتمع فالمثقفون يمتلكون رصيداً كبيراً من العلم والمعرفة والتحليل والتقييم من اجل المشاركة في نهضة المجتمع فدور المثقف علمي وتوعوي وارشادي قائم على نشر فكرة وعلمه في اطار تخصصه ففي عالم السياسة يكون دوره نشر الفكر السياسي بالمؤتمرات والندوات او بوسائل الاعلام المختلفة ليتناول كافة الجوانب ومنها الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية وغيرها.

 كذلك هناك دور للمثقف نهضوي تغيري يتمثل في اتخاذ مواقف مستقلة وثابتة بشأن مشكلات وازمات وقضايا تهم الوطن وبهدف وضع حلول جذرية ومقنعة والاعتراض بالحجة والعلم على سياسات متخذة ومن ثم اظهار الصحيح للناس بقدر ما يتمكن من ذلك وهؤلاء هم المثقفون الواقفون بكل اباء وعزة وثقافة ويبثون وعياً وطنياً مبني على التحليل والاقناع وهناك من تتسع دائرة فكرة لتشمل القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع وقضايا الفقر والبطالة وغيره أما الصنف الانبطاحي من المثقفين فهو المنطوي على نفسه والغارق في تخصصه لا يتخطاه الى اوسع من ذلك مشغول مع نفسه وضمن محيط اسرته يسير بجانب الحائط ويطلب الستر مقتنع بما هو فيه مثقفون خائفون مهزوزين لديهم اراء وافكار وحلول للمشكلات لكن يخاف ان يطرحها او ان يشارك في اي حوار تجنباً لأي صدام او مساءلة ليقعد بالظل مستريحاً سعيداً بخفوت الاضواء من حوله .

بينما نجد ان هناك علماء دين سواء من على المنابر في الجوامع او عبر وسائل الاعلام المختلفة يضيؤون الحياه بأفكارهم يتكلمون بما يفهم الناس ويسعون الى التغير الافضل والامثل وتربية النفوس وتنوير الناس بكافة القضايا التي تهم الانسان والمجتمع كذلك تجد الحكومات تعمل دوماً على استقطاب عدد من المثقفين من اجل ايجاد صيغ مثلى للترويج لبرامجها ونشاطها ومدحها والحكومة تغدق عليهم بالمزايا وهؤلاء اصبحوا بمثابة موظفين في جهاز الدولة فتلاشت استقلاليتهم في نقد ادائها او نقد مشاريعها او تقييم مسيرتها ليبقى الشعب في ظلام دامس عن الحقيقة والنتيجة فلقد فقد هؤلاء المثقفون المنبطحون احترام الناس وثقتهم به وافقدوا احترام الناس للمثقفين فهؤلاء المثقفين المنبطحين قدموا للحكومات اختام علمية على بياض لقراراتهم وكلنا يعلم ان المثقف موقف المثقف كلمة .

من جانب آخر نجد ان هناك كثيراً من اساتذة الجامعات حين يعلم ان هناك مؤتمراً في بلد اوروبي تجده يسعى للذهاب اليه للمشاركة بشتى الوسائل والواسطات لا تهمه سوى مصلحته ولكن ان تقول له ان هناك قضايا تخص وتهم الوطن وأمنه وشبابه فتجده يتململ ويتخاذل ويتجنب المشاركة في ندوه او دراسه او تقرير ويجب ان تتغير هذه النظرة وان ينشأ في كل جامعة مركزاً ليس لخدمة المجتمع فقط ولكن لقضايا الوطن ايضاً فليس هناك مجال للتخاذل لأن المرحله صعبة وبحاجة لتضافر كل الجهود وما اكثر جامعاتنا المنتشرة في كل محافظات المملكة وما اكثر اساتذتها فلماذا لا يتم استغلالهم واستثمارهم لمواجهة ازمات وقضايا الوطن فهم طبقة مثقفة ومتعلمة ومدركة لمدى اهمية امن واستقرار الوطن .