إضاءة على المجموعة الشعرية "هوى الكلمات"
اخبار البلد
بقلم : صابرين فرعون
برغم أنها نصوص حرة إلا أن الشاعر ماهر الكيالي حافظ على الأدوات الشعرية التي انتهجها القدماء "الشعر العمودي" من رثاء وغزل وحتى الهجاء، مضيفاً أقواله وبصمته قبل كل نص ، فالشعر يسمو بالذات الإنسانية ..
واحدٌ وعشرون نصاً تطغى عليها العاطفة ، منبثقة عن تجارب وجدانية وفكرية، كالوطن والمرأة ، الطفولة ، الأم ، الخيانة والانتقام.
هناك تسلسل معين انتهجه الشاعر ، كل القصائد تبدأ بالفقد الذي منحه القوة على تنفيس ما بصدره من ألم على الورق ، كانت البداية مع نصوص "إلى روح والدي رحمه الله ، النرجس ، شقيقتي الأم ..وداعاً ، رحيل توأم عمري ..
وجد نفسه في هذا الفقد لا ينحني للريح والألم ، بل يسرج قلبه بالحب ، فكان له نص "أكون عندما" :
كوني كما تشتَهين
كوني كما أتمنّى
رفيقةَ دربٍ
تعرفُ كما أعرفُ
أنَّ العالمَ
بيداءٌ
قحطٌ
جدبٌ
بلا حب ..
تتدرج النصوص الشعرية بعدها في سياق الغزل بالمحبوبة في نصوصه "تاء التأنيث" ، "لا أدري" ، "هوى الكلمات" ، "سورة حب" ، آية شروقي" ، "حوريتي" ..
ينتقل لغصة ألم لا تستكين في الضلوع في نص "آه يا وطني" :
آهِ فلسطينَ السليبةَ
آهِ شآمَ المجدِ
آهِ لبنانَ الكرامةِ
آهِ عراقَ الشموخِ
آهِ أرضَ الكنانةِ
آهِ يا وطني الكبيرَ
من المحيطِ إلى الخليج..
ثم ينتقل إلى موضوعات متنوعة تتمثل في العلاقة الشائكة بين الأنا والآخر والمجتمع..
قد يتراءى للوهلة الأولى أن أقوال الشاعر "وهي على شكل حوارية من سطرين بينه وبينها ، هذه ال "بينها" ليست المرأة ، بل هي الحياة ، فهي الانعكاسات والتمثلات التي تتشكل بصفتها العامة "الحياة مدرسة" ..
اللغة متأثرة بالقرآن الكريم والشعر العربي القديم ..